تقول صاحب القصة:
لا أعلم من أين أبدأ؟! ، لكن كل الذي أقدر على قوله هو أن ذلك الأمر يحدث معي منذ فترة طويلة من السنوات. بدأ ذلك عندما كان عمري 18 سنة وكنت آنذاك أدرس في الجامعة ، كانت تراودني كوابيس متكررة وعديدة ولكن عندما أبدأ بقراءة القرآن في منامي أستيقظ على الفور ، كانت أغلبها أحلام عن الجن، وكانوا يخبرونني بأنهم جن أو الشيطان نفسه ، بقيت تلك الأحلام المخيفة معي وبطرق شتى ولكن تركز أغلبها على جن يرغب بي ويظهر لي بصور مختلفة ، فمرة أراه أبيض ومرة أسمر ، لكنه كان وسيماً وحجمه كبيراً وأذكره يقول:"متخفيش انا بحبك".
- ولا أخفي أنني شعرت بلذة جنسية مع أنني كنت أرفضه على الدوام، ومرات أخرى أراه على هيئة قط وكان بصحبني معه إلى عالمه ،إلى مكان تحت الارض ولم يشبه أي مكان سبق أن زرته، حيث كنت أرى نفسي في مكان مظلم وهناك قط أمشي وراءه حتى أنزل إلى الشارع ومنه لمكان تحت الارض لكنني أقرأ القرآن فيتركوني أعود ثانية وفي أحد المرات خربشني القط فصحيت وأنا أحس بألم في جسمي في مكان الخربشة، كانت اشكال الجن الذين أراهم كهيئة البشر مثلنا لكنهم يرتدون ملابس تعود إلى عصور قديمة ، كثير من الأحيان يحدث لي شلل أو إحساس بمس كهربائي ولما كنت أزيد من قراءة القرآن يزداد شدة وينتهي في غضون دقيقة أو دقيقتين. وفي بعض الأحيان أشعر بأنني مخنوقة وأحاول أن أستيقظ دون جدوى ولكن عندما أقرأ القرآن أستيقظ وأحمد الله على ذلك.
أصوات وأياد
استمر معي الأمر على هذا المنوال إلى أن أتى يوم لا أنساه ، كان الوقت حينها الظهر خلال شهر رمضان حيث سمعت صوت الأذان في أذني بينما كنت نائمة أو صاحية (لا أدري كيف أصف ذلك، إحساس غريب لم أعهده) أحسست بأن ما حدث معي حقيقي ، فتحت عيني لأرى غرفتي وإذا بأيادي كبيرة الحجم تضغط علي براحتها وكأنها لا تريد مني أن أستيقظ ،كانت فاتحة اللون وليس لها ملامح، كل الذي أذكره أنها لم تكن أياد بشرية فقرأت القرآن وفتحت عيناي فسمعت أذان الظهر فقمت بسرعة وفتحت باب الغرفة وخرجت فلقيت والدي جالس ويقرأ القرآن ، بكيت بكاء شديداً وسألني إن كنت خائفة وأخبرته لكنه لم يكترث وقال لي بأنني كنت أحلم، لكن والدتي خافت علي لأن ذلك قد يتطور إلى أموراً أسوأ ، خصوصاً أنني بدأت أسمع أصوات في غرفتي تصدر من الحائط وكنت أنا وأخي الصغير الوحيدان اللذان يسمعاها. كنت أيضاً أسمع كأن أحداً يجلس على السرير ويقوم بحركات متعددة وكنت أخبر أمي بذلك على الدوام إلى أن أتى يوم حدث فيه أمر غريب فعندما دخلت غرفتي لأنام سمعت أصواتاً تصدر من مخدتي كأن أحداً يخبط وصوت مكتوم من الأعماق، قرأت المعوذات فبدأت الأصوات تهدأ ولكن عندما أغمض عيني يرجع الصوت أكثر من الأول، شعرت بالخوف ونهضت بسرعة محاولة إضاءة نور الغرفة لكن لم يضييء ! ، فازداد خوفي وخرجت ياتجاه الصالة وجلست فيها لوحدي والنور مضاء وقرأت القرآن ، خشيت الدخول إلى غرفتي مجدداً وقمت بإيقاظ أمي .
علاج الرقية الشرعية
لم أكن أهنئ بالنوم لوحدي بسبب أصوات الخبط التي تتردد في أذني إلى درجة أنني صرت أنام في النهار بدلاً من الليل وأصبحت حياتي مقلوبة ولفت ذلك إنتباه أسرتي وأعلموني بضرورة الذهاب إلى شيخ ليقرأ لي ، وبالفعل رحت وقرأ لي وأخبرني بأن هناك عمل من السحر علي ، وبعد عدة جلسات من العلاج المعتمد على الرقية الشرعية أصبحت أنام براحة وذهبت الأصوات والكوابيس عني وأصبحت الدنيا جميلة في نظري ومنذ ذلك الوقت لم أنا لوحدي وإن أضطررت أن أنام لوحدي أبقي الباب مفتوحاً ، واختفى أيضاً الإحساس بالشلل فقط منذ فترة قريبة وعمري الآن 33 سنة وبدأت تراودني أحلام مزعجة لكن ليس لها صلة بالجن وعبارة عن أضغاث أحلام (هلاوس)، لكن الإحساس بأنني مراقبة لم يختفي وإن لم يعد يحدث إلا بشكل نادر جداً .
ترويها ر.م (33 سنة) - مصر
تفسير
يمكن تلخيص ما حدث على لسان الراوية التي عاشت تلك التجارب بأعراض بالجاثوم أو شلل النوم . Sleep Paralysis ، وهي حالة تحدث فبل الإستيقاظ بلحظات وأثناء مرحلة حركة العين السريعة Rapid Eye Movement أو إختصاراً بـ REM التي تتخللها الأحلام عادة (هي المرحلة الخامسة والأخيرة من النوم) ، وتعزى حالة الشلل إلى التعرض لمؤثر قوي أو تنبيه أثناء النوم أثناء تلك المرحلة من النوم مرحلة كما تحدث رؤى غريبة كابوسية ، طبعاً هذا هو التفسير العلمي وهناك تفسيرات أخرى مقابلة لها "ماورائية" تسببها كائنات ذكية غير مرئية "الجن" بتحريض عمل سحر أو بدونه.
التحليل النفسي
ظهرت تلك الكوابيس في فترة المراهقة ،وهي مرحلة التحول البيولوجي الجنسي مع مايرافقه من صراعات نفسية،والتي يمكن أن تتجسد في الواقع كما حدث في هذه القصة،كانت لديها رغبات جنسية مكبوتة لم تجد المخرج إلا بإسقاطها على كائن غير مرئي وهو الجن ليصبح مرئيا ،وهنا تبرزعلاقة الفكر بالواقع أوتأثير العقل على المادة،وبعبارة أخرى إسقاط لمكنونات اللاشعور وتجسيد لها،والدليل قالت أنها شعرت بلذة جنسية،وتعود المكبوتات من حيث جاءت:من ا لسراديب لمظلمة للعقل الباطن عندما يشتد الصراع بين الدين والجنس وينتهي بانتصار الرقابة الأخلاقية: عندما تقرأ القرآن،ومع تقدم العمر تختفي تدريجيا تلك الكوابيس،وعلاج الفقيه كان مجرد تنفيس.
تحليل : نورالدين بورحيل ( أخصائي علم النفس) - المغرب
ملاحظة : نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.