كان ثعلبة محباً للرسول الكريم، وكان يحضر كل الاجتماعات التي يعقدها الرسول مع الصحابة. كان الرسول يستخدم ثعلبه لبعض المهام وذات يوم تأخر الصحابي أبو بكر الصديق عن اجتماع الرسول فقال الرسول الكريم ثعلبه أذهب واحضر لنا أبو بكر . كان ثعلبة نحيفاً عمره في سن الخامسة عشرة يعني في سن طالب المتوسط وكان محبوباً من كل الصحابة لحسن أخلاقه ومحبته للصحابة ومحبتهم له...
ذهب ثعلبه لإحضار أبو بكر الصديق داخل المدينة المنورة في يوم شديد العواصف والأتربة إذا بإمرأه تغتسل داخل خيمة وكان من شدة الرياح إنها تعرى المرأة داخل الخيمة. فكان ثعلبه وهو ذاهب إلى أبو بكر معن النظر لهذه المرأه داخل الخيمة؟ ثم افتكر وقال في نفسه رسول الله يرسلني لنداء أبو بكر وأنا أنظر لعورات المسلمين؟؟؟؟
ثم قال والله ليزلن علىَّ أية أو لأكون من المنافقين .. ثم انخرط في البكاء وصار يصيح ويبكى بكاء شديداً. لا يعرف أية يذهب من شدة البكاء خرج خارج المدينة المنورة لا يعرف أين هو؟؟؟ إذا برعاة يرعون أغنامهم وأبلهم شرب منهم ماء ولبنا ثم صعد إلى قمة جبل وهو يبكي بأعلى صوته. الرعاه لا يعرفون من هو ولا يعرفون إنه رسول من النبي صلى الله عليه وسلم افتقده الرسول في مجلسة وقال للصحابة أين ثعلبه قال الصحابة هون عليك يا رسول الله لعله ذهب إلى بيته أول لعله انشغل بأهله .... ارسل الرسول الكريم اثنان من الصحابة جابوا المدينة ولم يعرفوا أين هو رجع الصحابيان إلى الرسول قالوا يا رسول بحثنا عنه ولم نجده.
قال الرسول الكريم أين عمر بن الخطاب وأين سلمان الفارسي قالا لبيك يا رسول الله ذهبنا وبحثنا عن ثعلبه فلم نجده ثم خرجا إلى خارج المدينة فإذا برعاه ابل وغنم قال عمر للرعاه. ما مر عليكم شاب أوصافه كذا وكذا ... قالوا الرعاة تقصد البكاء قال عمر لا أدري قال عمر كيف نجده. قالوا الرعاه اختفى خلف هذا الجبل وهو سينزل مع غروب الشمس لكي يشرب لبن . فلما جاء الغروب نزل ثعلبه من الجبل يريد أن يشرب. وهو لا يزال يبكي بشده. وأثناء ما هو يشرب إذا بعمر يمسك بيده . فيقول ثعليه ماذا تريدان مني قال عمر الرسول يناديك قال ثعلبة هل نزل في أية هل وصفني الرسول بالنفاق قال عمر لا ندري إنما رسول الله يناديك يا ثعلبة . أخذوه وهو يتهادي بين عمر وسلمان من شدة الجوع والظمأ والخوف؟؟؟ قال ثعلبة لعمر إذهبوا بي إلى بيتي داخل المدينة لا أستطيع الذهاب معكم لرسول الله قال عمر نعم . ذهب عمر وسلمان للرسول الكريم وقال يا رسول الله وجدناه خارج المدينة يبكي لا نعرف ما هو السبب!!
ترك الرسول مجلسة مع الصحابة وذهب إلى بيت ثعلبة. دخل الرسول منزله وثعلبة يبكي فيقول للرسول لا استطيع الكلام فقال له الرسول بماذا تشعر يا ثعلبة قال يا رسول الله أشعر بشيء يأكل جسدي. فقال الرسول ضع رأسك على فخذي والرسول جالس فيقول يا رسول الله لا أضع رأسي على فخذك لأني رأسي مملوء بالنفاق ... جلس الرسول عنده فقال يا ثعلبه أنه الموت . حل بك جلس الرسول عند ثعلبة يلقنه الشهادة حتى مات فغسله الرسول وكفنه ودعا الصحابة جميعاً للصلاة وعليه ... وأثناء ماهم ذاهبين به القبر ينادي عمر بن الخطاب يا رسول . الله يا رسول . الله لقد فسحنا لك الطريق. وكان الرسول يمشي ببطء فيقول الرسول الكريم. ويحك يا عمر ... والله لا أجد لرجلي موطأ قدم لكثرة ما يزاحمني عليه من الملائكة
نزلت الملائكة من السماء تشيع ثعلبة هذا الغلام الذي لم يتجاوز سنة الخامسة عشر.
كتبه الاستاذ / محمد بن عبدالعزيز