12-05-2010, 02:13 PM | #1 |
نائب المدير العام
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: JEDDAH
المشاركات: 725
|
من القلب
بسم الله الرحمن الرحيم من القلب أخي الفاضل / أختي الكريمة؛ هاهو العام يلفظ أنفاسه الأخيرة ويستعد للرحيل بكل ما أودعنا فيه من حسنات وسيئات، ولن يعود أبداً وهو شاهد لنا أو علينا بما كسبت أيدينا. دعوة من القلب لوقفة محاسبة ؛ كم سنعيش في هذه الدنيا الفانية؟ كم تساوي الدنيا عند الله؟ هل يمكن لأولئك الذين يكرهون ذكر الموت أن يفرّوا منه؟ قال تعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) نعم والله إنه ملاقينا مهما فررنا منه أو تغافلنا عن ذكره. ثم ماذا بعد ملاقاته لنا؟ ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) كل إنسان يُنشر له ديوان مدّ البصر فيه حسناته وسيئاته ويُقال له: ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) إن كل إنسان سيكون مرتهن بما قدّم من الأعمال ( كل نفس بما كسبت رهينة ) في يوم تشتد فيه الكُرب والأهوال وتبلغ القلوب الحناجر، ولا يجد المرء من ينجده ولا من يقيل عثرته. ( اليوم تجزى كل نفس بماكسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ) * نحن مؤتمنون في هذه الحياة الدنيا، وأول ما يجب القيام به من الأمانات حقّ الله سبحانه وتعالى من إخلاص النية والقيام بحقه سبحانه وتعالى وأداء الأمانات لأهلها والبعد عن المحرمات والتوبة والاستغفار، والبعد عن ظلم العباد والتعدي على أعراضهم، سواءً أكان ذلك التعدي مادياً أو معنوياً، لأن حقوق العباد مبنية على المشاحّة ولا بد فيها من المقاصّة يوم القيامة إذا لم يردّ الظالم تلك المظلمة أو يستسمح صاحبها. * كل منا على ثغرة من ثغور الإسلام الذي شرّفنا الله به فلا بدّ أن نُريَ الله من أنفسنا خيراً. إنني لا أدعو لنسيان الدنيا؛ بل نحن مُطالبون بعمارتها وفق مُراد الله منا في هذه الحياة وبما يرفع من مكانة هذه الأمة ويزيل الضعف والوهن عنها، ولكن يجب أن لا نجعلها أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وننسى ما خُلقنا من أجله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) * الدنيا ( دنيا ) على اسمها! عيشها حقير وعمرها قصير! إذا صفت يوماً كدّرت أياماً. * هذا الكون كله سيتغير ويتحول بقدرة الواحد القهار ( يوم تُبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ) الآخرة هي دار القرار؛ فإما نعيم دائم وإما عذاب مستمر. لا تلهينّك الحياة بزخرفها، ولا يخطفنّ بصرَك بريقها فكل ذلك سراب زائل. قدّم وقُل ما ترجو ثوابه عند الله، وأحجم عما تخاف عقابه. سخّر قدراتك في الخير والتحذير من الشر، ولا يكن همّك مدح الناس لك ولا حبّ الظهور فكم قصم من ظهور. والله لن يستطيع أحد من البشر، بل كل البشر، أن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئاً. اجعل رقابة الله وخشيته قارب نجاتك.) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) * اعلم هداني الله وإياك أن من آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: ( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) * لا تجازف بمستقبلك الحقيقي فثمن المجازفة باهظ ولن ينفع الندم ولن تنفع الحسرة. * ثمن الجنة أن تتقي الله وتصبر وتصابر حتى تلقى الله وهو راضٍ عنك. أسأل المولى الكريم أن يبصرنا بعيوبنا وأن يعيننا على تدارك ما مضى من تفريطنا وأن يشملنا بعفوه ورحمته إنه سميع مجيب كتبه: أحمد محمد مرزن السبت 28/12/1431
__________________
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|