نقص فيتامين "د" لدى المواليد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي
أظهرت دراسة أمريكية أن مستويات فيتامين "د" لدى حديثي الولادة تنبئ بمدى احتمال إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي في الأعوام الأولى من حياتهم وحدوث حشرجة في التنفس خلال مرحلة الطفولة المبكرة ، لكنها لا تعكس مدى خطورة الإصابة بداء الربو.
وتؤيد نتائج الدراسة الجديدة ، المقرر نشرها في عدد يناير 2011 من المجلة الرسمية للأكاديمية العلمية لطب الأطفال "بيدياتريكس" ، النظرية القائلة بأن النقص الشديد في فيتامين "د" يساهم في زيادة خطورة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ، حسبما ذكر موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني المتخصص في المجال العلمي.
ويقول الدكتور كارلوس كامارجو ، من المستشفى العام في ولاية ماساشوستس الأمريكية: "تشير بياناتنا إلى أن الصلة بين فيتامين ( د) وحشرجة التنفس ، والتي يمكن أن تكون أحد أعراض أمراض تنفسية كثيرة وليس الربو وحده ، ترجع بصورة كبيرة إلى الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي".
وأضاف أن "أمراض الجهاز التنفسي الحادة تمثل مشكلة صحية كبيرة لدى الأطفال. فعلى سبيل المثال ، يشكل التهاب الشعب الهوائية - وهو مرض فيروسي يؤثر على الشعب الهوائية في الرئتين - سببا رئيسيا لخضوع المواليد إلى العلاج في المستشفيات بالولايات المتحدة".
ورغم أن الفكرة السائدة عن فيتامين "د" هي دوره في نمو العظام والحفاظ على قوتها ، إلا أن نتائج جرى الكشف عنها مؤخرا تعكس أهميته أيضا لجهاز المناعة. يتولد فيتامين "د" في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس ، وقد يصعب إنتاج مستويات كافية منه في فصل الشتاء ، لا سيما في المناطق التي تتسم بتغير موسمي كبير في ضوء الشمس.
وقد أشارت دراسات سابقة أجراها فريق كامارجو إلى أن نسبة حدوث حشرجة في التنفس عند أطفال النساء اللائي تناولن مكملات لفيتامين "د" أثناء الحمل تقل عن غيرهم في مرحلة الطفولة. وتهدف الدراسة الحالية إلى فحص العلاقة بين المستويات الفعلية لفيتامين "د" في الدم عند حديثي الولادة وخطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي وحشرجة التنفس والربو.
غير أن كامارجو ، الأستاذ الزميل بكلية الطب في جامعة هارفارد ، يشير إلى أن نتائج الدراسة لا تعني أن مستويات فيتامين "د" غير مهمة للأشخاص المصابين بداء الربو. فيقول كامارجو: "ثمة اختلاف محتمل هنا بين أسباب الإصابة بالربو وأسباب تدهور المرض.
فنظرا لأن عدوى الجهاز التنفسي هي السبب الأكثر شيوعا لاشتداد مرض الربو ، فإن مكملات فيتامين (د) قد تساعد على الحيلولة دون هذا التدهور ، خاصة أثناء فصلي الربيع والشتاء اللذين تنخفض فيهما مستويات الفيتامين ، ويتدهور فيها المرضى بصورة أكبر". وأضاف: "هناك حاجة لاختبار هذه الفكرة في تجربة سريرية عشوائية ، نأمل في إجرائها العام المقبل".