جنبـــــيّة الشّيـــــــبه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......وبعد.
قبل سنوات عدّة كنت عند الأخ الحبيب (أبو محمد) عبد الله محمد بدران . (وهو من نوادر القرية في الشيمة والكرم وخفة الظل) , وأخذنا في الحديث عن أنواع الجنابي (جمع جنبيه) , وعرفنا إن الجنابي المتعارف عليها في الديرة ثلاث (النافعي ) و (المالكي) و (المصفّر) فقلت له : (المالكي) معروفه ولدينا واحدة منها (للوالد رحمه الله) , (والمصفّر) رأيتها مع أحد أبناء عمي , فقال : ولكن (النافعي) أجودها على الإطلاق وأغلاها ثمناً , قلت له : لم أشاهدها , فقال: انتظر قليلاً , فأخرج لي جنبية لم أشاهد أجمل منها لا مقبضاَ ولا نصلاً (سلّةً) في حياتي ,أسأل الله أن يبارك له فيها وأن يعطيه خيرها ويكفيه شرها , ولو أن الجنابي أصبحت مظهرا تراثياً معلّقاً في صدر المجالس فقط , إلا أن الذكرى لا تزال تراود البال كلّما رأيت عرضة , وأحد العرّاضة يقلبها في يمينه , فلا هو أجاد العرضة , وهو وفي الغالب لا يعرف نوع جنبيته , وليس مجبوراً على ذلك . فبعد نهاية العرضة ستعود الجنبية لتُعلّق في مكانها , في انتظار عرضة جديده .

صورة الجنبية النافعي

يالله يا مـن خــلق قلــــبي ويدري به

ويقلّبــه كل ساعــه تـــمّ فـــــي حالِ

تغـــفر لعبد(ن) ظروف الدهر تعدي به

وتحسن لــــه الخاتمه يا عدل يا والي

ودّعتك الله يــــا (جنــبيّــة) الشّــــيبه

قد علقوها بجنب (المــرزح) الـــعالي

شبّهت محزم لها والـــــريح تومي به

(بنـــدول) ساعــه قديمه لونــها بالي

(النافعـــي) ما بقي في حدّها هيبه

غطّـــى عليها (المقمّــع)و(أم زرفالِ)

لعبوا بها وأصبـــــــحت بأيدينهم لعبه

من أيد شايب غــدت بيـدين من طالِ

قلبت كفي وقلـــت الهم وش لي به

يبقون في حالـــهم وأبقى أنا لحالي

وش لي(بمحزم)رموه اهله أنا أجيبه

كنــي خشير الـــبشر فالبيت والمالِ

ما دام كل(ن)على همّه ويسري به

واللـــــي في الراس لا فكّـــر ولا قالِ

لا شـــــفت من قابلك تكــثر تراحيبه

من غير عــــاده فدوّر مخرج(ن) تالي

مـا ألـــــوم ظنّـــك إذا ما شابته ريبه

بعض الظنون المريبه تكشف الـحالِ

أعــرفك يا صـقر تدري من أمعني به

حتــى ولــو دس راسـه تحت طربالِ

أو بدّل إسمه وصحـــــح من مثاليبه

الصقر يعــرف رفـــــيق القيل والقالِ

لاصار بعــــض العـــرب تكثــر عذاريبه

فـي (سوق سبتان) ما ينسام بريالِ

ملاحظة: الصورة ليست لجنبية أبي محمد ، الحقيقة أن اللتي لديه أجمل بكثير.

خاتمة:
كتب أحد الولاة إلى الخليفه عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية فأجابه عمر رضي الله عنه(ماذا تنفع الأسوار؟؟ حصّنها بالعدل . ونقِّ طرقها من الظلم).