03-29-2011, 06:31 PM | #1 |
كاتب ألماسي
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الإقامة: مملـ(الانسانيّة)ـكة
المشاركات: 2,047
|
توفيق الله عز وجل
إن الناظر في نعم المولى عز وجل ومقلب ناظريه في آلاءه لن يجد في نعمائه أعظم من هدايته لنا إلى دين الإسلام وتوفيقه إلى دين الفطره فلنسأل ربنا دوام التوفيق وسلامة الطريق فنقول: "يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" "اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وقني برحمتك واصرف عني شر ماقضيت" فالتوفيق أجل ما نزل من السماء وله أسباب بينها تعالى في كتابه *ومن أسباب التوفيق النيه الحسنه فيها يبلغ العبد من توفيق الله مايبلغ قال بن القيم: النيه رأس الأمر وعموده وأساسه وأصله الذي يُبنى عليه وبها يُستجلب التوفيق لأن الله تعالى أول ماينظر من العبد إلى مافي قلبه فيجب أن نمحص النيه لرب العالمين فكلما نظرنا إلى ثواب الله والخوف من عقابه ورحمته وما أعد إلى أولياءه كلما جاءتنا نفحات التوفيق من الله تعالى . وإنما يُصرف العبد عن توفيق الله بسبب سوء نيته وتكبره على خالقه قال تعالى : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق" فصرف عنهم تعالى آياته لأنهم تكبروا عليه ولأن ماأصابهم من العجب كان سببا من أسباب الصرف عن الحق . قال عليه الصلاة والسلام :ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه * ومن أسباب توفيق الله لعبده أن ينخلع من حوله وقوته وينطرح بين يدي الله ويجعل الحول كله والقوة كلها فيه سبحانه وأن يتحرر العبد من قوته وعلمه وحسن ظنه بنفسه ويعلم أنه لن يصل لمقصوده بغير الله تعالى . فالشعور بالحاجه إلى توفيق الله هو شعار الأنبياء عليهم السلام والصالحين فهذا نبي الله شعيب يقول مخاطبا قومه "إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " فهو يعلنها للملأ إن كان من خير فهو من الله وحده وإن كان سوى ذلك فالله بريئ منه . إنّ جهرنا بقولنا بعد الصلاة "اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت" هو إعلان للإفتقار إلى الله تعالى إعلان للضراعة فالعبد إذا افتقر إلى الله استمطر منه التوفيق فإذا أعلن أنه ليس له سبيل ولا طريق إلى إدراك مطالبه فإنه يعلن فقره إلى الله وإعلان الفقر إلى الله أكبرالمفاتيح التي يستمطر فيها التوفيق . لذلك رسول العالمين عليه الصلاة والسلام كان يدعوا ربه "اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين " فمن وُكِل إلى نفسه خاب وخسر ولقي في الدنيا ضنكا وعنتا وفي الآخرة ذلا وخزيا. * ومن أسباب التوفيق ومفاتيحه صدق الإعتماد على الله في جلب المنافع ودفع الضر. يقول نبي الله شعيب " وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" فتوفيق الله لايتأتى إلا بالتوكل عليه والإنابة إليه التوكل ذاك الذي إذا حققه العبد أدرك كل مطالبه فإنه لا أنجع ولا أنفع ولاأسرع في تحقيق المطالب من تفويض الأمر إلى الله فإذا صدق العبد في توكله أدرك مطلوبه ولو كان من أعسر مايكون فإذا لم يكن عون من الله للفتى .. فأول مايجني عليه اجتهاده فأسأل الله التوفيق والسداد لي ولجميع المسلمين |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|