وحشٌ يلاحقني ، فَكيفَ المَخرَجُ .. ومتى قَناديلُ السَّعادة تُسْرَجُ ؟
وحْشٌ مُخيفٌ ، حينَ أدخُلُ منزلي .. أَلْقاهُ مُرْتَقِباً ، ولمَّا أخرُجُ
أَنَّى اتجهْتُ رأيتُهُ مُترصِّداً .. يرنو إليَّ بمقلةٍ تتوهَّجُ
في السوقِ يلْقاني بنظرة ِ فاتِكِ ..فيصُدُّ عني كُلَّ ما هو مُبْهِجُ
فإذا وقفتُ ، بدا أمامي واقفاً .. و إذا درَجْتُ بدَا أمامي يدْرُجُ
يغْتالُ أحلامي ويقتُلُ فرحتي .. و إليَّ من جبلِ الأسى يَتَدَحْرَجُ
يهذي فأسكُتُ خائفاً مُتوجِّساً .. ويظلُّ في هذيانِهِ يتَلَجْلَجُ
وحشٌ يلاحقني ، وفي نظراتِهِ .. ما يقتُلُ الحُلمَ الجميلَ ويُزْعِجُ
ويظَلُّ ينهَشُ كُلَّ شهرٍ رَاتبي .. و الرَّاتب المسكين " قرصٌ مُدْمَجُ "
وحشٌ يُشاركني الطَّعامَ فَلُقمَتي .. بلُعَابهِ من قبل أكلي تُمْزَجُ
حتَى الثِّيابُ ، إذا اكتَسَيْتُ ، اَظُنُّها .. بيديه في دُور الخِياطَةِ تُنسجُ
وحشٌ يُقاسمني الحياةَ ، وما لهُ .. من رادعٍ وهو العنيف الأهوجُ
كم حاجَةٍ لي في حياتي صَدَّها .. مُتعمِّداً ، وأنا إِليْها أحْوَجُ
من ذلك الوحش المخيفُ ، ومالهُ حولي يُرَقِّصُ عُنْفَهُ وَ يُهَمْلِجُ؟!
الكُلُّ يعرفه ويعرفُ أنَّهُ .. قاسٍ ، لهُ طبعٌ قبيحٌ أعوجُ
" وحشُ الغَلاءِ " أَما رأيتُم أنَّهُ .. ما زالَ في ليلِ التَّهاوُنِ يُدْلِجُ
يترنَّحُ الفقراءُ منهُ ، وما لهم .. من حَملَةِ الإعلامِ إلاَّ البهرجُ
أُسَرٌّ تئِنُّ منَ الغلاءِ وتشتكي .. لكنَّ بابَ العطف عنها مُرْتَجُ
أُسرٌ يُلاحقها عناء معيشةٍ .. فالبؤسُ فيها و العناءُ مُبَرْمَجُ
تبكي ، وتكتمُ صوتها ، لكنَّهُ .. ما زالَ صوتاً باكياً يتهدَّجُ
أُسَرٌ تُلاحِقُها الهُمومُ ودرْبُها .. نحوَ الخلاصِ منَ الأسى ،مُتَعَرِّجُ
إِنِّي أقولُ ، وقد يئستُ منَ الذي .. عند العباد ، وإِنْ أَجَادَ المُخْرِجُ
يا مَن تعيشونَ الهمومَ ثقيلةً .. مُدُّوا أكُفًّا للضَّراعَةِ ، والْهَجُوا
خَلُّوا وُجُوهَ الغافلينَ وراءَكُم .. فالغافلونَ ، خيولهم لا تُسْرَجُ
وتعلَّقوا بالله ، فهوَ ملاذُكم .. وبعَونِهِ ، كُلُّ الشَّدائدِ تُفرجُ
عبدالرحمن صالح العشماوي
الرياض 4 / 10 / 1432 هـ
الله يعطيك العافيه وضعت يدك على الجرح الناس كلها تشتكي ويارب يسمعولك وترجع الاسعار ذبحنا الغلاء ياخوان
تحيااااات القرش