فيتامين د - و مرضى السكري

يعرف فيتامين (د) بفيتامين أشعة الشمس،
وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون حيث يتم إنتاجه في الجسم استجابة لأشعة الشمس .
وهذا الفيتامين موجود أيضاً بشكل طبيعي في بعض الأطعمة
بما في ذلك الأسماك وزيوت كبد السمك، وصفار البيض، ومنتجات الألبان ومنتجات الحبوب المدعمة،
والخميرة، والخضراوات، والمحار، وبعض الأسماك التي تحتوي على كمية عالية من الدهون مثل سمك السلمون .

أصبح نقص فيتامين (د) وباء على نطاق العالم
حيث تشير التقديرات الأخيرة الى أن أكثر من 50% من سكان العالم من جميع الفئات العمرية يعانون نقص هذا الفيتامين .
لقد برزت اهمية هذا الفيتامين منذ 1921 حيث أثبت الأطباء أن فيتامين (د) ضروري للمحافظة على عظام قوية
لأنها تساعد الجسم على الاستفادة من الكالسيوم في النظام الغذائي .
وتقليدياً، ارتبط نقص فيتامين (د) مع مرض الكساح (Cricket) ،
وهو مرض يصيب الأنسجة والعظام التي لا تتمعدن بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تشوهات العظام اللينة والهيكل العظمي،
ولكن البحوث العلمية المتتالية أثبتت أن فيتامين (د) مهم للوقاية من العديد من المشكلات الصحية
وليس فقط لصحة العظام بل لتنظيم صحة العضلات (بما في ذلك عضلات الجسم كافة وعضلة القلب)،
وتنظيم الاستجابة المناعية، وتنظيم الانسولين والسكر في الدم، وتنظيم استقلاب الكالسيوم والفوسفور .
من أهم أعراض نقص فيتامين (د) الشائعة ألم العظام وضعف العضلات (osteomalacia)
وبالاخص عند النساء في مناطق الضلوع، والوركين والحوض والفخذين والقدمين .
وقد تكون أعراض نقص فيتامين (د) خفية وغير ظاهرة في أغلب الأحيان .
ولكن ما هو غير معروف لكثير من الناس أن القليل جداً من فيتامين(د) قد يشكل مخاطر صحية كثيرة .
وقد ارتبطت مستويات منخفضة من هذا الفيتامين بما يلي:
* آلام في العظام بالأخص في مناطق الضلوع، والوركين والحوض والفخذين والقدمين وأسفل الظهر .
* زيادة خطر الوفاة من أمراض القلب والشرايين .
* ضعف الإدراك في البالغين الأكبر سناً وفقدان القدرة على التركيز والشعور بالاكتئاب
* السرطان

أسباب نقص فيتامين (د)
1- يمكن أن يحدث نقص فيتامين (د) لأسباب عدة منها:
2- عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، لأن الجسم ينتج فيتاميناً 3- عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس .
4- عدم استهلاك كميات كافية من الفيتامين خاصة إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً،
وعدم استهلاك اغذية غنية بالفيتامين كالأسماك وزيوت الأسماك، وصفار البيض والجبن ولحم البقر والكبد .
4- البشرة الداكنة . فاليلانين، صبغة الجلد . يقلل من قدرة الجسم على صنع فيتامين (د) عند التعرض لأشعة الشمس .
5- عدم تمكن الكليتين من تحويل فيتامين (د) إلى شكله النشط . وبالتالي زيادة خطر نقص فيتامين (د) .
6- أمراض الجهاز الهضمي بما في ذلك مرض كرون، والتليف الكيسي
حيث يؤثر في قدرة الأمعاء على امتصاص فيتامين (د) من الطعام الذي نتناوله .

7- السمنة . الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر في كثير من الأحيان لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) .
علاقة فيتامين (د) مع السكري
يفترض العلماء أن فيتامين (د) له علاقة متينة مع مرض السكري
حيث إنه يساعد الجسم على تنظيم مستوى السكر في الدم
لأن فيتامين (د) موجود في خلايا بيتا (Beta Cells) المنتجة للأنسولين .
وقد اظهرت دراسات مختبرية أن نقص فيتامين (د) يضعف إفراز الأنسولين
وتصحيح نسب فيتامين (د) يساعد على تنظيم إفراز الأنسولين من خلايا بيتا .
وعلاوة على ذلك، عندما يتم تحرير الأنسولين،
فإنه يجب إجراء اتصالات مع مستقبلات الأنسولين في الخلايا من أجل خفض مستوى السكر بالدم .
وقد أظهرت الدراسات المخبرية أن فيتامين (د) قد يساعد الجسم على تنشيط مستقبلات للأنسولين .
وفي دراسة أجريت في جامعة لويولا بشيكاغو وجد الدكتور سويو بنكوفر المشرف على الدراسة
أن فيتامين (د) له دوره المهم وآثاره الإيجابية في صحتنا بصورة عامة، وفي الأمراض المزمنة بصفة خاصة،
ويظهر هذا الدور في قدرته على السيطرة على معدلات الإصابة بمرض السكر والتحكم في مضاعفاته .
وشملت الدراسة نحو 3000 مريض مصاب بالنوع الأول من مرض السكر،
حيث وجدوا أن خطورة المرض تقل كثيراً حينما يتناول المرضى مكملات غذائية تحتوي على فيتامين (د) .
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الأبحاث التي أجريت على مرضى السكر من النوع الثاني،
أكدت أهمية فيتامين (د) في منع الإصابة بهذا المرض .
ونبهت الدراسة إلى أن الغذاء وحده قد لا يكون كافياً للحصول على الكمية المطلوبة من فيتامين (د)،
ولكن يجب أيضاً التعرض للشمس مع تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على كمية مناسبة منه،
حتى يمكنه القيام بدور فعال للسيطرة على مرض السكر .
ونصحت الدراسة الأشخاص المعرضين لمرض السكري، والذين توجد في أسرهم حالات إصابة به،
بالمحافظة على مستوى فيتامين (د) في الدم، حتى يستطيعوا تقليل احتمالات الإصابة بهذا المرض .
وأشارت الدراسة إلى أن النقص في فيتامين (د) لا يؤدي للإصابة بمرض السكري فحسب،
ولكنهم وجدوا أن حالات الإصابة بأمراض ارتفاع الضغط وأمراض القلب تكون مرتبطة بنقص فيتامين (د) في الجسم .
كشفت دراسة أمريكية أن مستويات فيتامين (د) المنخفضة لدى مريض السكري تسهم في تراكم الكوليسترول في الشرايين،
ما يعني احتمالاً أكبر للإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية .
وأكد العلماء أن فيتامين (د) يمنع امتصاص الكوليسترول من خلايا تسمى “البلاعم”،
ولذا فهي تعلق بالكوليسترول وتصبح “خلايا رغوية”، وهذه تعد أول أعراض الإصابة بمرض تصلب الشرايين .
وأضاف العلماء أن مرضى السكري الذين يعانون النقص في فيتامين (د) لا يستطيعون السيطرة على نشاط الكوليسترول .

وقد أجرى العلماء الدراسة على هذا النوع من الخلايا بعد أخذها من مرضى يعانون السكري وآخرين أصحاء،
وكذلك من مرضى يعانون النقص في فيتامين (د) وآخرين لا يعانون هذه الحالة،
فتبين لهم أنه عندما تكون مستويات فيتامين (د) منخفضة تصبح إمكانية تشكل خلايا رغوية أكبر،
وبالتالي يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية أكبر .
وأكد الدكتور كارلوس برنال مزراحي الاختصاصي في الغدد الصمّاء بمدرسة بارنيز بجامعة واشنطن،
أنه عندما يعاني مريض السكري النقص في فيتامين (د) فإنه يصبح أكثر عرضة من غيره للإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية
ورغم وجود الكثير من الأدلة لدور فيتامين (د) في تنظيم مستويات السكر في الدم، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو
هل فيتامين (د) يمكن أن يمنع أو يعالج مرض السكري؟
أظهرت العديد من الدراسات الرصدية أن تناول فيتامين (د) قد يكون عاملاً وقائياً في مرض السكري .
على سبيل المثال، أظهرت دراسة شملت أكثر من 10000 طفل فنلندي، أن تناول مكملات من 2000 وحدة دولية يومياً من فيتامين (د
) أدى إلى تخفيض خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول بنسبة 80% . ما قد يعزز مفهوم هذه العلاقة .
وفي دراسة أخرى تمت عام 2006 ونشرت في مجلة رعاية مرضى السكري (Diabetes Care)
وجد أن تناول النساء الكالسيوم أكثر من 1200 ملغ، وتناول فيتامين (د) أكثر من 800 وحدة دولية
يقلل نسبة حدوث السكري النوع الثاني بنسبة 33% .
ومع ذلك فإنه ليست هناك أدلة بحثية كافية لمحاولة إثبات السبب والنتيجة بين السكري وفيتامين (د) .
علاج لنقص فيتامين (د) عند مرضى السكري
* زيادة الوعي من جانب الأطباء إلى أهمية الفحص المبكر لمستوى فيتامين (د) لمرضى السكري
وفحصه باستمرار وبشكل روتيني كجزء من العناية الصحية الأولية للمرضى
وذلك لوجود أدلة علمية على علاقتة بتنظيم مستوى السكر في الدم .
* النظام الغذائي وحده قد لا يكون كافياً لتعديل مستويات فيتامين (د) .
ويمكن لمزيج من المدخول الغذائي المحتوي على فيتامين (د)،
والتعرض لأشعة الشمس من الساعة العاشرة صباحاً إلى الثالثة مساء ولمدة من 15-20 دقيقة مرتين على الأقل في الأسبوع
خاصة مناطق الأطراف و الوجه،
وأخذ مكملات فيتامينD2 وD3 تقلل من خطر حدوث مرض السكري والمشكلات الصحية ذات الصلة .
وقد تختلف نسب فيتامين (د) التي يجب أن يأخذها الشخص حسب السن والظروف الصحية .
لذا يجب استشارة الطبيب لمعرفة احتياجات الجسم من فيتامين (د) .
* ينصح مرضى السكري باللجوء إلى أخصائي التغذية من أجل تحديد الكميات الملائمة من الأطعمة المحتوية على فيتامين (د)
والتى تؤدي إلى تحسين امتصاص الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم .
* بما أن هناك أدلة علمية على العلاقة بين انخفاض مستويات فيتامين (د) والإصابة بمرض السكري
فلابد من فحص الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري لانخفاض مستويات فيتامين (د)
لتحسين صحتهم على المدى الطويل،
حيث إن نقص فيتامين (د)مرتبط بارتفاع السكر في الدم ومقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب .
تحياتي همس الوجدان