بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يلي فتوى للشيخ د/أحمد العمودي عن مسألة التصدق باللحم على الناس بعد موت الشخص ، أوردتها للفائدة ،،، وبالله التوفيق..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد ، فقد سألني عدد من الإخوة عن هذه المسألة وطلبوا مني تحرير هذه الفتوى ، فأقول وبالله التوفيق : أرى أن هذا العمل وهذه الصدقة في غير مكانها وليس لها أهمية وليست بواجبة وهناك ماهو أولى منها والمشكلة أنها أحيانا قد تكون من مال الميت والورثة غير راضون بل قد تكون على حساب أمور أخرى واجبة كسداد دين الميت وتنفيذ وصيته وأيضا لو جعلت هذه الأموال التي تصرف على توزيع اللحوم في مشروع خيري أو وقف أو طباعة كتب أو رسائل علمية تنفع المسلمين لكانت صدقة جارية للميت تنفعه على الدوام أولى من اللحم الذي ينتهي في غضون يوم أو يومين وأيضا إعتياد الناس على هذا حتى إن بعضهم يرى أن هذا العمل من الواجب على الورثة حتى سمعنا من بعضهم يقول (هل عشيتم ميتكم أو غديتموه أو هل أبردتم على قبره !!) إلى غيرها من الألفاظ المتداولة التي يسمعها الصغار والجهال فينشئون عليها ويظنون أن هذا واجب ومن الدين ولا بد من فعله ، وفي هذا غلو واضح وتكلف وتبذير للأموال وبعد عن الصواب وربما يقع بذلك ضرر على الميت بدلا من نفعه ! ثم لماذا لاتكون الصدقة باللحم إلا بعد الموت لماذا لاتكون بصفة دائمة وفي حال حياة الشخص؟! وهناك أيضا جانب آخر مهم جدا وهو أن الناس يذبحون هذه الذبائح ويتصدقون بها على جميع أسر القرية أو الحي بلا إستثناء فتذهب هذه الصدقات إلى الأسر التي أصحابها أغنياء بل وأثرياء جدا ! وهم ليسوا من أهل الصدقة ولا ممن يستحق الصدقة ! وهنا تنبيهان أولا : أن هذه لاتعد صدقة لأنها ذهبت لغير مستحقيها ، ثانيا : أن هذا الفعل قد يدخل فيه الرياء ! لأنه ربما يريد بهذه الصدقات بعض الأمور الدنيوية بدليل إعطائه للأغنياء بدلا من أن يتحرى بها كلها للفقراء !! فأرجو من الجميع النظر في هذه المسألة بعين البصيرة والتريث والبحث عن ماينفع الميت لا عن مايضره والإجتهاد في صيانة هذا المال من الضياع والتلف والإجتهاد في سداد دينه وتنفيذ وصيته وإعطاء كل ذي حق حقه ،
هذا وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد والتفقه في دين الله . وبالله التوفيق .
كتبه (د.أحمد العمودي)
رئيس مكتب الدعوة ببلجرشي