يُصاب بعض الرجال بداء غريب و ومرض عجيب و والغريب أن الأكثر لا يشعر به , ألا وهو مرض " حب الابتعاد عن البيت " بل إن البعض يجد أن أسعد لحظة هي في " خروجه من البيت ".
ويشترك في إحداث هذا الداء عدة أطراف :
1- الزوجة ,
وخاصة إذا كانت لا تجيد العناية بالبيت من ناحية ترتيبه وتنظيفه , أو أنها سيئة الخلق والعشرة و وصاحبة " لسان " متسلّط , فحينها لا تتعجب من محبة الزوج للخروج من البيت و لأنه يرى أن بيته , ليس مكاناً للأنس والراحة , بل يشعر أن بيته مصدراً للهم و الاكتئاب والقلق .
2- الزوج ,
وهذا إن كان مهملاً لبيته , غير مكترث بتربيته لأسرته , بل هو مشغول بماله أو بتجارته أو بأعماله الخاصة , سواء كانت في مجال الدنيا , أو حتى في مجال الدين من أعمال دعوية أو علمية أو غيرها .
وهذا الخروج من البيت له سلبياته التي لا تخفى على ذي لُب وكم من مصيبة نزلت بالزوجة أو بالبنت أو بالولد , ولم يكن وراءها إلا خروج الأب من البيت , والله المستعان .
3- الوالدان ,,
فقد يكونا سبب في خروج الابن من البيت وبل كره البيت , بل إن بعض الأبناء قد ينام في خارج البيت , لأنه يرى أن بيته جحيم لا يطاق , لسوء خلق الوالدين معه ..
فهما إما من النوع الذي يضرب على الجسد و وإما من النوع الذي يضرب على الروح ويجرح المشاعر ويقتل الطموح , وهذا جرح غائر , ولكن أكثر الآباء والأمهات في غفلة عن هذا , فلهذا يخرج الابن من البيت , لأنه يجد خارج البيت الاحترام من الأصدقاء , وصدق المحبة , بل إنه قد يجد المال والمتاع الدنيوي .
وهناك مصيبة عظمى , وهي " خروج الفتاة من بيتها " لتبحث عن الحنان والعاطفة مع رجل " بعيد ومجرم " ولكن لو أنها وجدت " الرحمة والحنان " في بيتها لما بحثت عنها في الخارج ..
4- غفلة الابن ,
نعم , إن الابن الذي يخرج من البيت قد يكون غافلاً عن بيته , مهملاً لأسرته , قاتلاً لهمته , كسولا ً عن السعي في الدنيا , فهو جاهل , جبان , غافل ويكره البيت , لأن والديه , سيعاتبانه لأجل هذا الكسل وهذا الخمول عن طلب رزقه وأمر دنياه .
وكان الواجب على هذا الابن أن يبر والديه , ويعتني بنفسه ومستقبله , ويجتهد في أمر دنياه , ليفوز برضا والديه , ويحقق الأمل لنفسه , في زمن زحمة الهموم , وانتشار البطالة .
" الموضوع كبير" ويستحق الوقت الكثير , مع " بحث طويل " لكي تجتمع الأطراف , وتلتئم الأفكار
فهــيا بنــا لنتنــاقش عن هـــذه المشكلـــة التـــي غــزت كثيـــراً من بيـــوتنــا...