هذه القصيدة كنت اسمع أخي أبوسعد -حفظه الله- دائما يرددها...
فأحببت أن أطلعكم عليها..
وهي قصيدة لابن عباد وقصتها أن أبوه ارسله الى ابي ليلى المهلهل للتوسط في ايقاف الحرب المشتعلة بين بني بكر وتغلب وكان قد عرض على المهلهل ايقاف الحرب دون قيد او شرط او ان يقتل ابنه جبيرا ويكون عوضا عن كليب الذي قتل على يد جساس, ولكن الزير سالم(المهلهل) غضب عند سماعه لهذا الطلب من جبير وقال له انت لا تقتل بدلا من كليب وانما بشسع نعل كليب وذلك لعظم مكانة كليب عنده
وعند عودة القوم الى ابن عباد واخبروه ان ابنه قد قتل ولكن ليس حقنا لدم العرب وايقاف الحرب وانما قتل بشسع نعل كليب حزن حزنا شديدا ورثا ابنه بهذه القصيدة وقرر خوض الحرب الى جانب بكر ضد تغلب
اما النعامة التي سوف يتكرر ذكرها في القصيدة فهي فرس ابن عباد وكانت مشهورة بالسرعة, فلم يعرف عن فرس استطاعت ان تسبق النعامة
القصيدة/
كـل شـئ مصيـره للـزوال غير ربـي وصالـح الأعمـال
وترى الناس ينظـرون جميعـا ليس فيهم لذاك بعـض إحتيـال
قل لأم الأغـر تبكـي بجيـرا ما أتى الماء من رِؤوس الجبال
لهف نفسي على بجيـر إذا مـا جالت الخيل يوم حرب عضـال
وتساقـى الكمـاة سمـا نقيعـا وبدا البيض من قباب الحجـال
وسعت كل حرة الوجـه تدعـو يـا لبكـر غـراء كالتمـثـال
يا بجير الخيرات لا صلح حتى نملأ البيد من رؤوس الرجـال
وتقـر العيـون بعـد بكـاهـا حين تسقى الدما صدور العوالي
أصبحت وائل تعج مـن الحـر ب عجيـج الجمـال بالأثقـال
لا بجير أغنـى قتيـلا ولا ره ط كليب تزاجروا عن ضـلال
لم أكن مـن جناتهـا علـم الله وإنـي بحرهـا اليـوم صـال
قد تجنبت وائـلا كـي يفيقـوا فأبت تغلـب علـي إعتزالـي
وأشابـوا ذؤآبـتـي ببجـيـر قتلـوه ظلمـا بغـيـر قـتـال
قتلـوه بشسـع نعـل كلـيـب إن قتل الكريم بالشسـع غـال
يا بني تغلب خذوا الحـذر إنـا قد شربنا بكـأس مـوت زلال
يـا بنـي تغلـب قتلتـم قتيـلا ما سمعنا بمثله فـي الخوالـي
قربـا مربـط النعامـة منـي لقحت حرب وائل عـن حيـال
قربـا مربـط النعامـة منـي ليس قولي يـراد لكـن فعالـي
قربـا مربـط النعامـة منـي جـد نـوح النسـاء بالإعـوال
قربـا مربـط النعامـة منـي شاب رأسي وأنكرتني العوالـي
قربـا مربـط النعامـة منـي للسـرى والغـدو والآصــال
قربـا مربـط النعامـة منـي طال ليلي على الليالي الطـوال
قربـا مربـط النعامـة منـي لإعتنـاق الأبطـال بالأبطـال
قربـا مربـط النعامـة منـي واعـدلا عـن مقالـة الجهـال
قربـا مربـط النعامـة منـي ليس قلبي عـن القتـال بسـال
قربـا مربـط النعامـة منـي كلما هب ريـح ذيـل الشمـال
قربـا مربـط النعامـة منـي لبجـيـر مفـكـك الأغــلال
قربـا مربـط النعامـة منـي لكـريـم مـتـوج بالجـمـال
قربـا مربـط النعامـة منـي لا نبيع الرجـال بيـع النعـال
قربـا مربـط النعامـة منـي لبجيـر فـداه عمـي وخالـي
قرباهـا لحـي تغلـب شوسـا لإعتناق الكمـاة يـوم القتـال
قرباهـا وقربـا لأمـتـي در عا دلاصـا تـرد حـد النبـال
قرباهـا بمرهـفـات حــداد لقراع الأبطـال يـوم النـزال
سائلـوا كنـدة الكـرام وبكـرا واسألوا مذحجـا وحـي هـلال
إذ أتونـا بعسكـر ذي زهـاء مكفهر الأذى شديـد المصـال
فقرينـاه حـيـن رام قـرانـا كل ماضي الذباب عضب السقال
هذه القصيدة ومن كان يعرف قصتها الصحيحة فلا يبخل علينا وقد جاءني أن لهذه القصية ردا من الزير سالم.
فإن تيسر لي وضعتها وإلامن كان يعرف الرد فليبادر وله مني كل شكر وتقدير..