تسمع بالمعيدي خيراً من أن تراه
مثل قديم فيه الكثر من الصحة , في قرى كثيرة ومنها قريتنا بالطبع, هناك أناس لهم عادات في الدعوة للوليمة , وهم نوعان نوع مجبول على الكرم وهم بحمد الله كُثر ,فهؤلاء يدعونك لبيوتهم بنفوس طيبة , يشعرونك أنك المتفضل عليهم بإجابة الدعوة , تشبع من كلامهم قبل طعامهم , من طيب معشرهم وحسن حديثهم ,وكما قلت هم كُثْر في قريتنا ولله الحمد والمنّه , أمّا النوع الثاني وهم قلة ولله الحمد فهم المنقّرون , ومعنى المنقّر هو الذي يختار ضيوفه فيدعوا البعض ويترك البعض , وهو بذلك يظن أنه يحسن إليهم و يخصهم بالكرامة , ولا يدري المسكين أنهم يعدون الدقائق والثواني ويفكرون متى يخلصون منه , ومن غثاثته وثقل طينته , وهؤلاء من قديم الزمان موجودون , فهم حتى لا يدعون في الكرماء , وقد ذمّهم الجاحظ في مؤلفه البخلاء ذمّاً شديداً , وكما قلت هم قليل لا كثرهم الله.