هناك أشخاص خفيفي دم بالسليقة , لو قال لك الواحد منهم اليوم الخميس مُتَّ من الضحك , لأنه ( أي الشخص) عدوى لسعة الصدر , يوسع صدرك حتى آخر حد , يقول النكتة يضج لها المجلس , وهو كأنه يتنفس الهواء أو يشرب الماء بلا كلفه, هذا الشخص الذي تتمنى أن تطول قعدته معك , اللهم كثّرهم في مجالسنا...قولوا آمين.
وهناك أشخاص وهو ساكت!!... شخصيه , الثوب مكوى والعمامه مرازيبها منشاه , ولكن إذا تكلم بان التناقض بين الشكل والمضمون , فإذا هو يخيل إليك أنه يلجّغ عمامته , وعقاله في يده دريكسون سياره , ما بقي إلا قليل ويفحّط بينكم , وفوق هذا ثقيل الدم , ثقيل القعده معك... وتقول في خاطرك , لو الأرض تنشق وتبلعه كان فعلت خيراً .
ومع هذا تجد العيّنة الأولى في كلامي , بسطاء صريحون حتى وهم صامتون , ما يحبون أن يكدّروا خاطر أحد.
والناس التالين في كلامي على العكس تماما يرون أنهم مهمّون , وأنهم لم يقُدّروا ...فهؤلاء الذين آخذين في أنفسهم مقلب...ولكن مرتّب.
[poem] إذا ذُكر الكرام فلست منهم = فما بيديك منه ولا قُلامه
ولو سموك صقراً غير أني = أرى طَبْعاً يقارب للنعامه
ولو قد خيروني أي طير = تكون اليوم يا دنيا الندامه
لقلت الأبقع المشؤم يأبى = بأن تشبهه أو تأتي أمامه
تصدرت الكلام بغير رأي = وقاطعت المحدث في كلامه
تظن الرأي في الثوب المكوّى = وفي طيبٍ تضوّع والعمامه
ثقيل الظّل إن تغشى أناساً = دعوا يارب لطفك والسلامه
أتطمح أن تكون لنا زعيماً = وتلبس عندنا تاج الزعامه
وفي الأمثال قد قالوا قديماً = ثقيل الظّل ذكّرنا القيامه [/poem]