يقول الله تعالى ( والعصر ان الإنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
الناس كلهم في خسارة ـ الا ـ من اتصفوا بهذه الصفات الإيمان بالله ، وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبرفمن اتصف بها كان فائزا في الدنيا والآخرة لقوله تعالى ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) ولعظيم ما شملت عليه هذه السورة من أسباب الفوز قال الإمام الشافعي : لو ما أنزلت على الناس الا هذه السورة حجة لكفتهم .
وقوله هذا ليس حصر عليها ولايعني بذلك الإكتفاء بها عن بقية السور ولكنها مثلت المنهج السوي الذي يخرج به من الخسارة ويدخل به الفوز ، لأن من طبع النفس حب الفوز دون الخسارة والفرح بالنجاح .
ولقد اشتمل الفوز في هذه السورة على الآتي :
1ـ آمنوا وفيه تكميل للباطن المتظمن للخضوع لله والانقياد وأول النجاة صلاح القلب الذي بصلاحه يصلح الجسد كاملا .
2 ـ صلاح الظاهر وهو تكميل لظاهر المؤمن وهذا يحصل بعمل الصالحات فيكتمل الظاهر والباطن ( الغيب والشهادة ) .
3 ـ تكميل الغير يكون بالتواصي بالحق قال تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ) لذلك كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس يدلون على الخير ويحذرون الشر وفي التواصي بالحق تزكية للنفس .
4 ـ التواصي بالصبر فالمنازل السابقة لاتكتمل الا بالصبر لذلك كان رسول الله أصبر الناس لما لقي من العذاب والمعانات ومع ذلك كان يعاملهم بالحسنى فعلى المسلم أن يسعى في الخير لكل الناس ويصبر على أذاهم ويتخذ في ذلك كل سبيل لينال أجر الصبر في الآخرة ( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ).
ولعظم السورة كان بعض أصحاب الرسول اذا التقوا يقرؤون هذه السورة .
أخيرا ماأحوجنا ونحن في زمن قل فيه المعين وكثر فيه المنكر أن نستعين بالله ونلجأ الى الصبر محبكم المهاجر