الإجازة الصيفية
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
مما يجدر بكل ناصح وغيور أن يبين للناس ما هم عليه وقت الحاجة إلى البيان فما من نبي إلا وكان يبين لأمته وعلى رأسهم رسول الله عليه السلام ومن هذا المنطلق ونحن قد قاربنا على الإجازة الصيفية عسى الله أن يمتع الجميع بكل خير وفضل فحسبي أن أنبه على بعض الأمور المهمة التي يجدر التذكير بها ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) :
الأمر الأول :
قضية السهر : الله خلق الليل لباسا وسباتا فهو للنوم والهدوء وراحة للأبدان بعد تعب وكد النهار قال تعالى ( وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا ) هذه فطرة الله للخلق أما أن يتحول الليل للسهر غير المبرر مما جعله أحيانا للفواحش والتخريب ومجمع للرذائل وإيذاء الجيران والمارة والسهر في المقاهي والمطاعم ومشاهدة الأفلام ومعاقرة المحرمات فكل ذلك من السهر الحرام مما يشجع عليه الشيطان ويؤز عليه أزا ( وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ). ومما يساعد عليه تأخر حفلات الزواج خصوصا في المدن فحري بأهلها أن يتقوا الله في الحاضرين فقد أكرموهم بالحضور فليكرموهم بسرعة الانصراف ، فقد كان الرسول عليه السلام يكره السهر بعد العشاء ونحن نعلم أن النوم المبكر يعين على قيام الليل في الثلث الأخير وأهم من ذلك صلاة الفجر فعلينا مراقبة الله في ذلك .
الأمر الثاني :
السفر ويدعوا الناس إليه إما شدة الحر أو حب النزهة مع توفر نعمة المال ، ولا أقول لا تسافروا فإن في السفر فوائد ولكني أنبه إلى أمور :
-*أن يكون السفر إلى بلاد المسلمين ما لم يكن هناك ضرورة لا نندفع إلا بهذا السفر لأن في بلاد الكفر العري والخمور والمنكرات ،
-*والمحافظة على الدين والنفس والعرض من ضرورات الدين ، والجوارح شاهدة بما ترى يوم القيامة ( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) فلا تقدم لذة فانية على لذة باقية .
-*المحافظة على الصلوات في وقتها ومن فضل الله علينا أن الصلاة في السفر تقصر وهذا من يسر هذا الدين ، فتجمع الظهر مع العصر وتقصر ركعتين ركعتين بأذان وإقامتين وتجمع المغرب مع العشاء المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين . وان كنت قريبا من مسجد جماعة فصل معهم وأتم معهم وعليك بإتباع هدي رسول الله في الركوب والنزول وعليك بسرعة الرجوع من السفر إذا قضيت مطلبك لأن السفر قطعة من العذاب كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثالث :
قضية الفراغ عند الشباب والفتيات ، الفراغ في أصله نعمة إذا استحسن استغلاله وينقلب إلى نقمة وشر إذا ترك المسلم لنفسه الحبل على الغارب . لذلك نصيحتي لأبنائنا جميعا قضاء جل وقت الإجازة بالنافع المفيد وعلى الأباء مساعدتهم في تحقيق ذلك حتى لا تهدر الطاقات وتضيع الأوقات ولتطور المواهب والقدرات وخير صرف للوقت في تعلم العلوم الشرعية فهي أزكاها وأدومها نفعا ففيها السعادة والفلاح .
أخيرا أرجوا العذر على الاختصار فهي قطرات سيتلوها بإذن الله همرات محبكم المهاجر