حق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حق الرسول صلى الله عليه وسلم

إن ديننا هو الدين الذي حفظ الله به الحقوق ، وحرم به العقوق ، به أخذ كل ذي حق حقه ، من تمسك به حصل على الثواب ومن خالفه توعده الله بأشد العذاب ارتضاه الله لنا قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وقال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) وأهم الحقوق علينا بعد حق الله تعالى هو حق رسول الله الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) الذي فتح الله به قلوبا غلفا وآذانا صما وأعينا عميا بلغ الأمانة ونصح الأمة وأزال الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده فمن عظيم حقه أن نعلم معنى الشهادة التي نرددها ( أ شهد أن محمد رسول الله ) التي تعني :
1 ـ طاعته فيما أمر .
2 ـ تصديقه فيما أخبر .
3 ـ اجتناب ما نهى عنه وزجر .
4 ـ ألا يعبد الله إلا بما شرع .

وحقوقه أكثر من ذلك و منها : أن نحبه ، ونقتفي أثره ، ونكثر من الصلاة عليه ، وننصر دينه بالعمل على نهجه ، وأن نذود عن عرضه إساءة الغالين فيه أو الجافين عنه ، وأن نتخلق بأخلاقه فقد كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم .

فنحن إن تكلمنا تكلمنا عن خير البشر على الإطلاق ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) فأي صدق في محبته إن لم نتبعه وأي وفاء له إن لم نقتدي به .

نسينا في ودادك كل غال .................. فأنت اليوم أغلى ما لدينا
نلام على محبتكم ويكفي .................. لنا شرف نلام وما علينا
تسلى الناس بالدنيا وإنا .................. لعمر الله بعدك ما سلينا

كل صادق وكل متكلم وكل كاتب يقر بمكانته إنه صادق أمين صدقه الأعداء قبل الأتباع ،أقروا بشجاعته وحنكته وصدقه وأمانته وأخلاقه ، حياته كانت ظاهرة مثل الشمس في رابعة النهار ، كان التوحيد مقصده ، والتقوى مركبه ، والخير مسلكه ، والرفق أخلاقه ، فحق على كل مسلم أن يعلن محبته ويقتفي أثره بل يسعد بإتباعه انه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
له علينا نصرته وأعظم نصرة تصديقه وطاعته وإتباع أمره واجتناب نهيه نصرا حقيقيا بحبه حبا صادقا يجعله مقدما على النفس والمال والولد .

لقد كانت الأمة في جهل قبله لا أخلاق لا آداب لا سلوك لا شجاعة لا مال لا مآل فأغنى الله به الأمة وتحسنت به الأخلاق والسلوك والآداب حتى أصبحنا نسارع في الخيرات ابتغاء دخول الجنات فكانت العاقبة لأتباعه ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولتجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .
أتى بالهدى كما قال ابن رواحة رضي الله عنه
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا .................. موقنات أن ما قال واقع

أتى بالحق ، أتى بالنور ، أتى بالرحمة والبر والصلة ، والسماحة وأعظم ذلك كله الإيمان بالله . علم الأمة أن تقول الحق وترحم به ، فكل من أحبه لا يملك إلا أن ينقاد له ويتبعه . فما أحسن الإتباع والانقياد ، وما أحسن التصديق ، والعمل بالأمر واجتناب النهي انه صاحب المقام المحمود والحوض المورود والنهج القويم ، صاحب العدل والبر والصلة صلى الله عليه وسلم .ناصره أصحابه رضي الله عنهم فدوه بإبائهم وأمهاتهم وأنفسهم ، والمشاهد في سيرة الصحابة مع الرسول كثير ، وأعظمهم رفيق هجرته وثاني اثنين إذ هما في الغار . ما أمر أمرا إلا ابتدروا فعله وما قال قولا إلا قالوا به ، ونهى عن شيء إلا ابعد ما يكونوا عنه ، حتى في الرمق الأخير من حياتهم يسألون عنه وليس بغريب على من اختارهم الله لصحبته رضي الله عنهم .

والناس في محبة الرسول أقسام :

أولا : قسم نور الله قلوبهم وبصائرهم فحبوه حبا معتدلا ، لا غلو ولا جفاء أهل السنة والجماعة علموا قوله ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) اتبعوه ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ( وان تطيعوه تهتدوا ) عاشوا بعده يعملون بهديه .
ثانيا : قسم ادعوا حبه فغالوا فيه ورفعوه فوق منزلته فضلوا بذلك وأضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فهم لم يحبوه حقيقة .
ثالثا : قسم أخذوا من دينه بما يناسب هواهم وهؤلاء هم الجفاة .

لكن كل من ادعى المحبة فعليه البينة فلكل دعوى بينة فبينة الحب لرسول الله الإتباع فكم من محب بلسانه ولا يشهد لذلك لا قلبه ولا عمله فمحك ذلك قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) . علامات حبه تقتضي إتباعه اعتقادا وقولا وعملا ، وحبه يقتضي التلفظ بالصلاة عليه ، وحب أصحابه ، والسكوت عن خلافهم والترضي عليهم والتحاكم إلى شرعه والرضى به ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) . ومن علامات حبه نشر سنته الصحيحة بعد العمل بها ( بلغوا عني ولو آية) الرضى والقبول لما جاء به ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ، والتأسي به ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) فهو الرحيم بالأمة صلى الله عليه وسلم .

أخيرا مجمل حقوق الرسول علينا :
1 ـ التأدب مع سنته .
2 ـ استحضار الثواب في إتباعه وعدم الغلو فيه .
3 ـ الاقتداء به في الواجبات والسنن .
4 ـ محبة آل بيته وعدم الغلو فيهم .
5 ـ محبة أصحابه .
6 ـ محبة أهل العلم الداعين لسنته العاملين بها .
7 ـ مطالعة سيرته واستشعار أن الله ناصر دينه ومظهره .
8 ـ استحضار النية الصادقة الصالحة في نصرته.
9 ـ تربية الأبناء على هديه .
10 ـ تعلم العلم الذي جاء به .
11 ـ تصحيح المعتقد والسير على نهجه .
12 ـ الدعوة إلى دينه الذي ارتضاه الله للأمة .
13 ـ سؤال الله أن نحشر معه في الفردوس الأعلى .

اللهم انا نسألك مرافقة نبيك في الجنة .