القصيدة للمعتمد بن عباد بعد زوال حكمه وحبسه في أغمات فقال هذه القصيده المشهوره وهو يرى بناته جائعات حافيات عاريات في يوم العيد ..
وكان المعتمد حاكماً في قرطبة، جمع حوله الأدباء والشعراء والمثقفين، وعاش في عزة الملك، ورفاهية العيش، وبهجة الثقافة، وحام حوله الشعراء طمعاً في نوال كرمه، ورغبة في الاستئناس بمجلسه. وفي تلك الفترة، كان حكم الطوائف قائماً، وكان الصراع بين حكام الطوائف دائماً، وقد اكتوى ابن عباد بنار تلك النزاعات، وقد لجأ في آخر فترات حكمه إلى زعيم الموحدين ابن « يوسف بن تاشفين» غير أن الأمور لم تكن كما كان يريدها، فقد أخذ من عزه وسلطانه، وأودع في سجن «أغمات» في المغرب، ثم أخرج ليعيش من هبات المحسنين، وأثناء سجنه في «أغمات زاره بعض بناته في أحد الأعياد، فقال قصيدة رائعة تحكي واقعه :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةًفي
لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـنٌ
يغزلن للناس لا يملكن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً
عيونهنّ فعـاد القلـب موتـورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً
أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيـةً
ًتشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيـد الأقـذاء اتسخـت
كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره
وقبل كان بماء الـورد مغمـورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ
وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ
فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثـلاً
لما أمرت وكان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـه
أو بات يهنأ باللـذات مسـرورا