الحمدلله وصلوات الله وسلامه على من بالنبوة قد ناداه.
ايه الاخوة الفضلاء هذا موضوع أحببت أن ازين به المنتدى والحقيقة أن المنتدى ولله الحمد يحث عليه ويساهم فيه و بطريقة غير مباشرة لنبقى ونحن نكتب ونلاطف بعضنا بالكتابة بكلام كله أدب واحترام نستشعره ونتحلى به الا وهوالحب في الله
والحب في الله ايه الاخوة كان أول عمل بدء به بعد بناء أهم مرفق عند المسلمين وهو المسجد وذالك بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى دار مهاجره فقد آخى بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم حتى صارت الآيات تنزل بهاذين الأسمين مقترنين { والسابقين الاولين من المهاجرين ولأنصار} الآية .فإن المهاجرين هم اهل مكة والانصار هم اهل المدينة كما لا يخفاكم
إن الحب في الله والبغض في الله أيه الاخوة {من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله }كما قال عليه الصلاة والسلام وقال أيضا {من أحب في الله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد إستكمل الإيمان } وصح عند البخاري قوله صلى الله وسلم عليه { ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله..}الحديث
وقال له صلى الله عليه وسلم رجل كان يمشي معه إني أحب فلانا في الله فقال صلى الله عليه وسلم أأعلمته قال لا قال فأعلمه فنطلق خلف هذا الرجل وقال له إني أحبك في الله فرد عليه أحبك الله الذي أحببتني له فرضي الله عنهم وأرضاهم ما كان من شدة حبهم لعضهم بعضا{ والذين أمنواأشد حبا لله} الاية
ثم إنه لا ينفع عند الله يوم القيامة الا ما كان له خالصا ففي حديث السبعة الذين يضلهم الله بضله { ...رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه...} والحب في الله لا يكون الا له سبحانه خالصا ، وفي الحديث { أن رجلا زار أخا له في الله فأرسل الله على مدرجته - أي طريقه - ملكا وفيه حتى ساله هل لك من نعمة تربها عليه قال لا سوى أني احببته في لله فقال الملك له فإني رسول الله إليك يخبرك أنه قد أحبك كما أحببته فيه} فياله من فضل لو جعلتا الحب لله ونحن لابد ان نعبرعن هذه المشاعر فلتكن في الله
فيا ليت يحصل لنا مثل هذا الحب من بعضنا لبعض وأن لا يكون له متعلق بالدنيا فإن ما يفنى يفنى ويفنى كل ما له متعلق به و ما يبقى يبقى ويبقى كل متعلق به
وانظروا إلى اسلافنا فهذا ابو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وابو طلحة الأنصاري من اهل اليسار في المدينة ومع هذا كانوا لا يقدمون على الحب في الله شئا فبلال وخباب وصهيب وجليبب - وهم من اهل البساطة - وكانو من أحب الناس الى من ذكرتهم رضي الله عنهم جميعا وكان عمر يدنيهم من مجلسه ولا يبالي بمن تكلم فيه على تقديم هؤلاء البسطاء على غيرهم والسبب بسيط فإنه جعل الحب في الله ، فإذا ما اضفنا إلى هذه التوجيهات النبوية هذا التوجيه الكريم ايضا وهوحديث سهل بن سعدرضي الله عنه وقداخرجه ابن ماجه والحاكم والطبراني وأن رجلا قال له دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال صلى الله عليه وسلم { إزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد فيماعند الناس يحبك الناس} وهذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فالناس يحبونك مالم تتطلع إلى ما في محافظهم وتستشرف ما عندهم وقد كان بعض السلف من الصحابة قد بايع رسول الله أن لا يسال الناس شئا فكان الواحد كما يقول الراوي يسقط سوطه فلا يطلب من احد ان يناوله إياه والتزم حكيم بن حزام للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يرزأ أحدا من الناس بعده فكان يعطيه الخلفاء العطاء فيأبى أن يأخذه وبقي هكذا حتى فارق الدنبا رضي الله عنه وارضاه
فلنستبقي أخي في الله الحب ف في الله إن الدنيا تفى ويبقى ماكان لله سبحانه.