08-09-2006, 01:00 AM | #1 |
مشرف مجلس الضيوف
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الإقامة: جــــــدة
المشاركات: 535
|
وقفــــــــة ... مع قلمـــــــك
بـســ الله الرحمن الرحيم ـــــم كم هو جميل أن ينقاد قلمك في يدك وهو ينعم بدفء أحضان أناملك وأنت تخط به حروفاً وكلماتٍ وجملاً تحمل فكراً ومفاهيم ذات قيمة ٍومعنى فتثري بها ثقافة القراء المتلهفين، وترسم بها أيقوناتٍ فكرية يُهتدى بها. ولكن تخيل أنت في غمرة سمو معاني ما تكتب أن يتمرد عليك قلمك... ناسياً... أو متناسياً أنه يرتشف مداده من محبرة عقلك، وقد غاب عن باله أنه مجرد آلة لا حول لها ولا قوة إلا إذا كانت بين أناملك متجاهلاً بقصد أو بدون قصد أنه لا يدرك مفاهيم ولا معاني ما يكتب....!! تخيل.. لو غرز قلمك قدميه في منتصف السطر. وأخذ يخاطبك بثرثرة لا تستطيع فهمها أو فك شفرة معانيها حتى من ثقافته ثقافة الكتاتيب. الذي هو أعلى مؤهلٍ منهجيٍ قد يحصل عليه في حياته.. تخيل.. أن قلمك من شدة غيرته من عذوبة ما تكتب انتفض متغطرساً في يدك ناقداً ومدعياً أن لديه ثقافةً تضاهي ثقافتك إن لم يتفوق عليك بها، وهو يتفلت من بين أصابعك، ويبتعد عنك ثم تراه يخرج من (قمقمه) ويقذف بنفسه من نافذة الغرفة التي كنت تجلس بها. فهل يا ترى ستأسف عليه؟؟ أعتقد.. لا..نعم يا له من قلم غيور متغطرس لا يجيد إلا ثقافة الجهل وأمية الفكر. أدب.. وذهب!! دائما الكاتب يحاول أن يصنع ما بين اللفظ والمعنى مفهوماً يكون واجهة لملمحٍ أدبيٍ مشرقٍ يتفرد به وبرؤية تكون درجة (الزوم) فيها متفاوتة كمقياس لمعنى كلمة ٍأشعل فيها روح حسه وأوشحها بمصداقية أدبيات فكره ليسهل مرورها إلى فهم القارئ الذي يجد فيها غايته.فيتخذه من ذروة إلهامه نبراساً ومن سنام تجليه صهوة لخياله.. بلا رسنٍ.. ولا لجام.. فيحلق في فضاءات سماء الابداع طمعاً منه أن يلامس نجومه لينتزع منها.. حبات الماس الفكر.. فيزين بها شذور ذهب الثقافة والمعرفة.فالكاتب وصائغ الذهب وجهان لعملة واحدة.لأن صائغ الذهب عندما يريد سبك ذهبه يخلطه بمعدن آخر بمقاييس ومعايير متفاوتة ليحدد بذلك عياره لأن لكل ذهب عيارا ولكل عيار.. ذوق.. وقيمة.. ومقتنٍ.. تحياتي،...
__________________
يـــارب عفــوك ورضــــاك والجنــــة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|