الإستعداد لشهر رمضان الكريم

الاستعداد لشهر رمضان

استعداد النبي صلى الله عليهوسلم لرمضان قبل نزول الوحي

[align=right:e5997c73c3]ان الصيام كان فريضة على الامم السابقة ( كما كتب على الذين من قبلكم) أو قدر الله أن يكون شهر رمضان هو شهر الصيام للامة المحمدية. ولقد هيأ الله رسوله الاعظم صلى الله عليه وسلم بالاستعداد لتلقي الوحي في شهر رمضان . فقد كان يتزود بالزاد ثم يخرج الى غار حراء يلتمس الخلوه ويقضي الايام والليالي متفكرا في خلق السموات والارض وفي دورة الفلك .. وفي تتابع الليل والنهار وفيما ذرأ على الله على هذه البسيطة من خلائق لا حد لها ولا عد .. كان يبتعد عن المجتمع القريشي وعن صخب الحياة. استمر على هذا حتى صفت نفسه واطمأن قلبه وازدادت رقته وشفافية سريرته ورسخ يقينه بأن وراء هذا التدبير مدبرا قادرا.. فلما تحققت لرسول الانسانية صلى الله عليه وسلم هنا الصفاء وتلك الشفافية والقرب من الله جاءه الوحي وخاطبه بأول ما نزل من القرآن.

ان انقطاع الانسان للتفكر والتدبر مع التقليل من الطعام والشراب خيرعون له على تحقيق ما خلقه الله من اجله وخير معين له على اداء ما عليه من واجبات الدعوة إلى الله وحمل هدايته وعلى عباده.. لقد كانت هذه الخلوة ارهاصا لتلقي الوحي الالهي.

استعداد النبي صلى الله عليه وسلم لرمضان بعد فرض صيامة كان لرمضان في نفس النبي صلى الله عليه وسلم مكانة خاصة بين سائر شهور السنة فقد كان يستعد للقائد فاذا دخل رجب الخير يقول : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان واذا دخل شعبان أكثر من الصيام فاذا أطل رمضان قام يخطب الناس داعيا إلى حسن استقباله بزيادة الطاعات ومضاعفة الصالحات والاكثار من الاذكار والدعوات وسائر القربات .. لم يكن استعدادهم بشراء المستلزمات والاكثار منها في المستودعات وتنظيم الاوقات لمشاهدة البرامج الرمضانية والمسلسلات .. وتخطيط الملاعب وتنظيف الساحات للسهرات .. كان بين لهم ما اختص الله به هذا الشهر والتي ليس لها نظير ولا مثيل في غيره من الشهور . كانت داعية لشحذ الهمم ومضاعفة الاجتهاد في الطاعات والمسابقاة إلى الخيرات وكأن رمضان قد قد غدا موسما للتجارة الرابحة يتنافس فيه المتنافسون في الاخرة. فتنهال عليهم الارباح من كل مكان وتهون عليهم المباذل والتضحيات وتكاليف الطاعات من الجهاد والعطش وترك الشهوات وطول القيام وتلاوة القرآن والعفو عن المسيء والبعد عن الكذب والفسوق ومواساة الفقراء والضعفاء وصلة الارحام واكرام الاصدقاء وكثرة وذكر الله بالتهليل والتحميد.

والالحاح في طلب الجنة والتعوذ من النار باطعام الصائمين ولو بتمرة ابتغاء مرضاة الله فهيا لنصنع مثل ما صنعوا ونعد العدة لاستقبال ولا نحيد عما صنعوا قيد أنملة.[/align:e5997c73c3]