بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق جل في علاه في سورة يوسف : ( ولقد همَّت به وهمَّ بها لولا أن رءا برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين 24 واستبقا الباب وقدَّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجنَ أو عذاب أليم 25 قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُدَّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين 26 وإن كان قميصه قُدَّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين 27 .
ويقول جل في علاه في السورة نفسها : ( وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إن لنراها في ضلال مبين (30 فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئاً وءاتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم 31 قالت فذالكن الذي لمتنَّني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين 32 .
ويقل الحق جل في علاه في سورة مريم : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناَ شرقياً 16 فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً 17 قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً 18 قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً 19 قالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشرُُ ولم أك بغياً 20 قال كذلك قال ربك هو علىَّ هينُ ولنجعله آية للناس ورحمةً منا وكان أمراً مقضياً 21 فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً 22 فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني متُ قبل هذا وكنت نسياً منسياً 23 فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً 24 . صدق الله العظيم
بعيداً عن التفسير اللفظي وأسباب النزول لهذه الآيات الكريمة حيث إنني لست مؤهلاً لذلك ، لا أعلم إلى أمدى سوف يصل خيال أحدنا متى قرأ هذه الآيات الكريمة ، ونحن مأمورون بالتعبد بها وبكل آية في الكتاب الكريم . وما ألمحت إليه في قصتنا فلم الموسم ( ليلة الدخلة ) ، وهي قصة أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة إلا بحسبان تصوير نفس اجتماعي كان في قريتنا أسوة بقرى أخرى في زمن مضى بخيره وشره ، وتأملاً في تلك الفوارق الزمانية والمكانية والسلوكية حاضراً وماضياً ، كما لا أعتقد أن من هم في سني لم يكن قد عاشها أو سمع بها تروى في مجالسنا .
وبهذا أشير إلى أفكار مغلوطة ينظر بها البعض تجاه ما يكتب من القصص والروايات . قطعاً لا أرى التوسع في التصوير الكتابي لحالة الشخوص السلوكية في أي قصة أو راوية إذ يكفي الإيحاء . أو كما يقال خير الكلام ما قل ودل !
وبهذا أيضاً آمل أن أكون قد وفقت في توضيح وجهة نظري ، مؤملاً أن يتقبلها الأخ خضران بن سعد على محمل حسن الظن كما نظن به وبكم خيراً .
وفي الختام سأكون سعيداً جداً بتعليقاتكم . وعشر مباركة بليلة هي خير من ألف شهر .
محبكم أبو الطيب .
الجادة 07 المصنعة
21/9/1427هـ