أحب الأعمال إلى الله :
جاء عنه صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )
لقد مر بنا موسم عظيم ربح به من ربح وخسر من فرط ولم يغتنم ومع ذلك الفرصة للمؤمن باقية مادام أنه في الدنيا فليس هناك نهاية للعمل إلا الموت ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
ليكن رمضان بداية عمل للآخرة منه ننطلق لأن النفوس قد روضت في شهر الخير على الطاعات صيام وقيام وتلاوة للقرآن وبذل وصدقة وبر وصلة للأرحام ومسارعة في الخيرات فما أجمل تلك الليالي والأيام ونحن نرى من أنفسنا الحرص على التزود من شتى الطاعات والآن وقد ذهبت الأيام والليالي وبقي المؤمن يسعى في الأعمال .
فإن ذهب شهر الصوم والصبر فقد بقي الصوم وإن ذهبت التراويح والقيام فلا زال القيام في آخر الليل باق ولقد جاء في الحديث القدسي ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولأن سألني لأعطينه ولأن استعاذتي لأعيذنه .... الحديث ) فا لنوافل بعد الفرائض لها شأن عظيم عند الله فهل من مشمر وهل من طلب للخير قبل فوات الأوان والختم على الأعمال فكم إنسان عرفناه كان يريد إدراك رمضان فمات في أول ليلة وكم من صائم طمع في أكمال الشهر فوافاه الأجل قبل العيد ولكن الله استبقانا بعدهم فهل لنا من موتهم عبرة وعظه
هو الموت ما عنه مفر ومهرب إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وا الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
ولعلي في هذا المقام أذكر بحديث كلنا قرأه أو سمعه ألا وهو وصية الرسول عليه السلام لأبي هريرة حيث قال : أوصاني خليلي بثلاث : أن أوتر قبل أنام وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام وركعتي الضحى ) فهذا باب مفتوح أمامنا انه عمل قليل ولكن أجره عظيم يكفي أنه عمل دائم وعمل رسول الله كان ديمة وكان إذا عمل عملا أثبته والعمل القليل الدائم من أشد ما يكون على الشيطان فصاحب العمل الدائم إن انقطع صاحبه عنه بمرض أو سفر كتب له أجره صحيحا مقيما وهذا ما لا يرضاه إبليس الذي تعهد بإغواء أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فكن منه على حذر فدرب نفسك على هذا العمل وإن كان قليل ثم بعد ذلك تدرج في عمل الطاعات وكلما عمات عملا أثبته وأسأل الله العون والتوفيق والسداد أخيرا : أعمل لآخرتك فالعمر قصير والناقد بصير والجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله والنار كذلك