الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده .
وبعد.
يقول تعالى (( يا ايه الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)) في هذه الآية امر سبحانه وتعالى بجتناب كثيرا من الظن لأن بعضه إثمُ محض والظن هذه هو في الحقيقة كما يقول ابن كثير رحمه الله : التهمة والتخون للأهل والاقارب والناس ويقول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ولا تطنن بكلمة خرجت من اخيك الا خيرا وانت تجد لها في الخير محملا.
لماذا لا تتسع صدورنا لإحسان الظن بالناس مع انها تتسع للإسائة بهم ؟ هذا سؤال محير وإجابته هو لو اننا راعينا مسألة اننا لا نحب ان يساء بنا الظن ...ثم عدنا بعد هذا التفكر إلى انفسنا وقلنا وكذالك الناس لا يحبون ان احدا يسئ الظن بهم.
إن من اقوى مسببات هذا الخلق المشين واشدها على الإطلاق هي العجلة والعجلة من الشيطان والشيطان يفرح ولو بكلمة صغيرة تصلك لإيقاع الفتنة بينك وبين من تحب.
ولا شك أن تريثنا في كلمة تصلنا ولم نستعجل ثم عملنا بكلام امير المؤمنين عمر "رضي الله عنه وعن الصحابة" ولم نصدر حكما على احد قبل ان نتثبت من المصدر الذي جائنا الكلام من ناحيته لحصل لنا من ذالك خيرا كثيرا و لدحرنا الشيطان وابقينا التوادد والمحبة بيننا .
طبعا كل واحد منا يحب ان يبرئ ساحته من هذا الخلق القبيح المشين ويقول انا لست معنيا بهذا ابدا ولو تأمل لوج
ان والله جلا وعلا إنما خاطب في سورة الحجرات اهل الإيمان فبدا الآية بقوله(( يا ايه الذين امنوا..))وان هذا قد يقع منهم فنهاهم عن كثيره حذرا من قليله ، والمؤمن دائما يتهم نفسه ويحسن الظن بالناس.
عصمنا الله وإياكم ووفقنا لكل خيرخزائنه بيده ....والسلام.