لا تعنف من اخطا وتظن....

الحمد لله رب العاليمن وصلاة وسلاما على إمام المتقين وبعد
ايه الإخوة اننا على حنيفة بيضاء تركنا عليها نبينا صلى الله عليه وسلم لا ظلام فيها ليلها كنهارها وان احب شئ إلينا نحن اهل الإسلام ان يرتفع الجهل عن كل الأمة حتى يعبد الله وحده على علم وبصيرة على اخلاص ومتابعة نبوية .
لكن مما ينبغي علينا إذا وقع احد منا في خطأ ما بقصد او بغير قصد فلا يسوغ لنا ان نفرح منه بذالك وان ننهال عليه بالسباب زعما منا ان هذا من باب الغضب لله سبحانه وهذا ليس صحيحا مطلقا بل الذ يجب علينا نحوه ان نقوم بإرشاده الى الصواب ونبين له ذالك بالدليل والبرهان و بكل رفق حتى يقبله منا فإن قبل فهذا مرادنا وإن لم يقبل فقد قامت الحجة وبرئت الذمة وحسبنا ذالك .
لقد كان رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشرب الخمر فجيئ به يوما فامرهم صلى الله عليه وسلم
بضربه فكان منهم الضارب بيده والضارب نعله والضارب بردائه فقال رجل اخزاه الله فقال صلى الله عليه وسلم ((لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان)) فنهاهم عليه الصلاة والسلام عن سبه والدعاء عليه مع أنه هو الذي امر بضربه وذالك لأن مجاوزة الحد فالتعنيف قد تعين عليه الشيطان وارشدنا ايضا في هذه القصة إلى ان نكون رحماء رفقاء بمن نعلم بل قد رحم من ارتكب كبيرة فقد رحم صلى الله عليه وسلم الغامدية وقد زنت فامر وليها ان يحسن إليها فلما وضعت حملها رجمها حتى ملتت وصلى عليها وكل هذا من ترفقه بها.
وكانت اليهود تمر عليه وتقول السام عليك (السام يعني الموت) ويسمعهم صلى الله عليه وسلم فيقول وعليكم ولا يزيد فلما سمع عائشة ترد عليهم وتلعنهم قال لها( مهلا يا عائشة فإن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه...) الحديث والاعرابي الذي بال في مسجده وهو جالس والصحابة فيه فقال لهم لا تزرموه لا تقطعوا عليه بوله إنما بعثتم ميسرين...الحديث ومعواية بن الحكم السلمي الذي عطس في الصلاة فاغلظ له الاصحاب في التعليم فقال بابي وامي هو.. يعني النبي صلى الله عليه وسلم ما رايت معلما مثله فوالله ما كهرني يعني عنفني وقال لي ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس..الحديث
وسيطول المقام بنا إذا اردنا ان نذكر صورا مشرقة من رفقه بمن يعلمه ويرشده صلى الله عليه وسلم واكتفي بهذا وقد اطلت عليكم.
وأسال الله لي ولكم التوفيق في القول والعمل وخلوص النية وإصابة الحق بالسنة.