ماقيل في النصح له
بالنصيحة يستقيم المجتمع فيظهر الخير وختفي الشر وينتشر العدل ويرتفع الظلم ويعلو شأن المعروف وينخفض شأن المنكر وتكون القوة والغلبة لاهل المبادىء السليمة والهزيمة والخذلان لاهل الانحرافات الباطلة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم .
الحديث يبين شمولية النصح وأنه ليس مقتصرا على فئة معينة او لجماعة محدودة بل يبين بالنصح لله وهذا يتمثل في الدعوة الى كتابه لتحليل حلاله وتحريم حرامه والنصيحة لرسوله تتمثل في اتباع ماجاء به والعمل بسنته والسلوك على نهجه وجعله قدوة يقتدى به المسلم في حياته يرسم خطاه ويستنير بهديه . " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " والنصيحة العامة للمسلمين تشتمل على نصح الكبير والصغير والرئيس والمرؤوس والقوى والضعيف ومتى كانت النصيحة عامة وجد العدل وتحقق الوئام وساد الأمن وعم الرخاء اذ لا منكر حينئذ يظهر ولا صاحب سلطان يتجبر وهذا أهم حق للمسلم على أخيه المسلم لانه ليس من اللائق بالمسلم أن يرى أخاه يتخبط في ظلمات الشر ويوقع به الشيطان في مواقع الردى .
وهو ينعم في نور الهدى ويعرف مكائد الشيكان فلا يكون له عليه سبيلا .. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه .
ومتى كان الايمان متوقفا على حب الانسان لاخيه ما يحبه لنفسه ففيه دفع له الى النظر في مصالحه فيقومه إن أعوج ويهديه إن ضل ويمسك بيده ان عثر وهذا من اقوم وأنبل المصالح الدنيوية تأتي بعد الاستقامة على نهج الله فالنظر فيها يصلحها وينميها ينبغي أن يكون بجدية وعدم التفريط وكأن منافعها عائدة اليك وهذا ما يشد من أزر المسلمين وينمي من قدراتهم المادية والمعنوية فكل يعتبر نفسه حارسا على مصالح أخيه من الضياع (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )).
والنصح حق من حقوق أخيك المسلم عليك وحتى الواجب على المسلم تنفيذه بكل إخلاص وصدق اذا ما طلب منك الرأي والمشورة في أمر يريد تنفيذه وهذا هو المعنى المراد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( واذا استنصحك فانصح له ) .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .. والله الهادي الى سواء السبيل