هزت جريمة مقتل أم وثلاث من بناتها وإصابة الرابعة اصابات خطيرة حي الملك فهد شمالي الرياض حيث استيقظ أمس سكان الحي على تداول قصة وسيناريو الحادث المروع.وعلمت «عكاظ» أن المواطن الذي أقدم على تنفيذ جريمته مساء أمس الأول يبلغ من العمر 52 عاماً وهو رجل أمن متقاعد وتعود التفاصيل إلى أن الجاني قدم إلى شقته عند حوالى الساعة العاشرة مساء وهو في حالة هيجان وقام بإخراج مسدسه الشخصي وبدأ بإطلاق النار على طليقته ثم ثلاث من بناته اللاتي فارقن الحياة على الفور أما ابنته الرابعة فقد أطلق عليها خمس طلقات لتنقل إلى أحد المستشفيات القريبة وبحالة خطرة.
في جولة «عكاظ» على العمارة السكنية بشارع الأمير نايف بن عبدالعزيز بحي الملك فهد.. لاحظنا آثار الدماء متناثرة في جوانبها وعلى الدرج إذ تقع الشقة في الطابق الثاني.
وروى عبدالجبار العامل بمحل تجاري يقع تحت العمارة ما حدث في تلك الليلة قائلا انه سمع في بادىء الأمر صوت اطلاق نار بشكل متقطع قبل أن يشاهد الجاني يقف أمام المحل مرتدياً زياً رياضياً ويحمل بيده اليمنى مسدساً فسألني عن أبنائه الذكور فقلت لا أدري فما كان منه إلا أن أخرج هاتفه النقال وأبلغ الدوريات الأمنية عن الحادث.. مبيناً أن الأسرة تسكن في الحي منذ عامين.
تكثيف أمني
وقال شاهد عيان آخر انه شاهد وصول الدوريات الأمنية بشكل مكثف عند الساعة العاشرة والربع وطوقت الموقع وأغلقت الطرق المؤدية إلى العمائر السكنية في حين هرعت سيارات الهلال الأحمر لتنقل المصابين مشيراً إلى أن الجاني لم يبد أية مقاومة عند القبض عليه.
«5» طلقات للمصابة
وأبان مصدر طبي ل «عكاظ» ان الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً «ن.ن» التي نقلت للمستشفى ترقد في العناية المركزة المشددة حيث أنها في حالة صحية حرجة جداً، مشيرة إلى أنها قد تعرضت لخمس طلقات نارية توزعت في كل من جنبيها وصدرها وقد خضعت لعدد من العمليات لدى وصولها وتم استخراج الرصاصات الخمس وهي الآن تحت الملاحظة الدقيقة. وكانت «عكاظ» قد حاولت زيارة الأبنة الرابعة عن طريق الزميلة عائشة الفيفي إلا أن وضعها الصحي الحرج وتواجدها داخل العناية المركزة حال دون ذلك.
دوافع الجريمة
وأكد الناطق الأمني باسم شرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ أن التحقيقات الأولية كشفت أن الجاني يعاني من اضطرابات نفسية دفعته لارتكاب الجريمة التي نجم عنها وفاة طليقته وثلاث من بناته أما ابنته الرابعة فلاتزال تتلقى العلاج بالمستشفى جراء الاصابة التي لحقت بها.
وقد حذرت شرطة منطقة الرياض الأسبوع الماضي من مغبة وخطورة حمل واقتناء الاسلحة النارية واستخدامها حيث قال الرائد الشويرخ بأن حمل واستخدام هذه الأسلحة اسهم في تفاقم العديد من الخلافات العابرة بامتدادها لجرائم كبيرة استخدم فيها إطلاق النار. وقد ضبطت شرطة الرياض «1367» سلاحاً نارياً استخدم في قضايا جنائية مختلفة منذ بداية العام في حيازة 966 شخصاً.
الدوافع الاجرامية
وحول السلوك العدواني والدوافع لمثل هذه الجرائم قال استشاري العلاج النفسي الدكتور عبدالله الحريري ل«عكاظ» ان الذي يقدم على مثل هذه الجريمة هو مريض عقلي تسيطر عليه أفكار نتيجة لاكتئاب شديد بحيث يرى أن قتل أفراد عائلته بشكل جماعي هو تخليص لهم من المعاناة ومساعدة لهم للتخلص من قساوة الحياة ومشكلاتها.
مرض عقلي
وربط هذا المرض بالفصام قائلا يمكن تفادي هذه الحالات بالعلاج واخضاع المريض لبرنامج علاجي دون اهماله.. وأنه ليس لهذه التصرفات علاقة بالعنف الاجتماعي بل هو مرض عقلي.
لقطات
- تم وضع جثامين الأم وبناتها الثلاث في ثلاجة الموتى في مركز الطب الشرعي بمستشفى الشميسي.
- لازال العديد من جيران العائلة غير مصدقين ما حدث من جراء اطلاق الرصاص الذي أوقع أربعة أنفس بريئة.
- يبلغ عدد ساكني حي الملك فهد الذي شهد الحادثة أكثر من 23 ألف مواطن وأكثر من 14 ألف وافد. ((( ان لله وان اليه راجعون )))