إخواني الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لوحظ في الآونة الأخيرة كثرة الأمراض والعقد النفسية وكثيرا ما تطالعنا الصحف والمجلات بأخبار أناس أقدموا على الانتحار أو قتل أبنائهم وزوجاتهم أو قتل غيرهم ولماذا لجاء البعض إلى شرب المسكرات وسماع الغناء وارتكاب الفحشاء فهل سألنا أنفسنا يوما من الأيام عن السبب الحقيقي لذلك ؟ قد يجاوبني البعض بان ذلك ناتج عن مشاكل الحياة ومتطلبات المعيشة وسؤ الحالة المادية لدى البعض وعدم وجود أماكن للترفيه عن النفس وللهروب اللحظي من المشاكل !! نعم ذلك صحيح ولكن بنسبة ضعيفة حيث أن من سبقنا من آبائنا وأجدادنا رحمهم الله كانوا يعانون ضعف تلك المشاكل ولم يكونوا يجدوا قوت يومهم وان وجدوه لم يجدو قوت اليوم التالي ولم ينتحروا او يفكروا في ذلك إذا ما هو السبب الحقيقي لذلك ؟
أنا وأعوذ بكلمة الله من أنا وبدون إطالة أو فلسفة أجيبك عن السبب الحقيقي لذلك ألا وهو الابتعاد عن الوظيفة الأساسية التي خلقنا الله من اجلها وهي عبادته وحده لا شريك له حيث قال عز من قائل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 00 ) فإذا اشتغل الإنسان بغير وظيفته الأساسية التي خلقه الله من اجلها تحولت حياته إلى جحيم ومشقة ونكد دائم
نعم بابتعادنا عن الله تصبح حياتنا ومعيشتنا مملة وأورد لك مثلا الدول التي يكثر بها الفسق والفجور مثل أمريكا التي ينتحر بها سنويا أكثر من خمسة وعشرون ألف شخص وبريطانيا أكثر من مثل ذلك الم يجدوا خمرا ليشربون ؟ أم منعوا من الزنا ؟ أم منعوا من الملاهي والملاعب ؟ أكيد لا إذا ما هو سبب ذلك الإجابة واضحة وصريحة في قراننا الذي أهملناه وجعلناه بين ظهرانينا حيث قال عز من قائل ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا 00)
أما من كان عارف لربه والمقبل عليه بقلبه وجوارحه فانه يعيش عيشة السعادة ويتلذذ بحياته وكل ما فيها من مشاكل لأنه مؤمن بقضاء الله وقدره ولم يقنط من رحمه الله موقنا بقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) فلو رجع ذلك المنتحر إلى الله وعبده حق عبادته لما أقدم على الانتحار وهو يعلم جزاء من يقدم على ذلك وما سيئول إليه مصيره
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين وأبعدنا عن الهم والغم والحزن ونجنا برحمتك يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والعذر في الاطاله وشكرا لكم