بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
في يوم من الأيام
كنت أقف بإنتظار محل تجاري أن يفتح أبوابه
وكان بالقرب من المحل مطعم للمأكولات
وبأمام المطعم توجد حاوية للنفايات
بعد فترة قصيرة من الزمن حضرت إمرأة عجوز تجاوزت الستين من عمرها
كان يبدو ذلك من ملامح وجهها وبطء خطواتها
وقفت أمام حاوية النفايات
وبدءت في تفتيشها
حتى أخرجت كيس ملئ بشئ ما
أستثارني هذا المنظر لمتابعة النظر إليها ومحاولة معرفة ماذا ستفعل ..!!
بعد أن أخرجت الكيس
قامت بشقه ووضع محتوياته في كيس آخر
ولكن مهلاً ..
ماذا أرى داخل الكيس !!
إنه بعض البقايا من طعام المطعم المقابل !!
عندها أسرعت إليها
وقمت بندائها
حتى حضرت ..
وقالت : ماذا تريد
قلت : هل تريدين أن تأكلي من هذا الطعام ؟؟!!
قالت : وما دخلك أنت ..
قلت : فقط أريد أن أحذرك
قالت : إذهب فأنا دائما ما أفعل ذلك ..
عندها : دهشت وعلمت أنها إمرأة عجوز فقيرة
فقلت لها : هل تسمحين أن أساعدك بمبلغ من المال
قالت : أفكر
قلت : إذن أريد أن اسأل بعض الأسئلة ( طبعاً كان غرضي حتى أعرف هل هي لوحدها أم تعول أحداً آخر )
قالت : ماذا تريد أن تعرف
قلت : أين أهلك وأين تسكنين ؟
قالت : إن أهلي في العاصمه وقد تركتهم.. وأنا أسكن هنا في هذه المدينة الساحلية
قلت : وأين أبنائك ؟
عندها تغير وجه المرأة العجوز وغضبت وارتفع صوتها
قالت : كيف يكون لي أبناء وقد حرمتني من حياتي
الله يحرمها من الجنة
قلت : من هي ؟
قالت : خالتي ( زوجة إبي )
قلت : وأنا مندهش
كيف تحرمك من حياتك وأنت تقفين أمامي ؟
قالت : أنت لا تفهم ..لا تفهم ..!!
ألا تعرف ما هي حياتي
إنها
الزوج
والأطفال
قلت : لها سامحيها واعفو عنها فالمسامح كريم
قالت : كيف أسامحها وقد فعلت بي ما فعلت
يبدو أنك أنت معها .. !!
إذهب عني ..
لا أريد منك مالاً ولا تقرب مني أبداً ..
عندها : حاولت أن أطلب منها مسامحتي وقبول مساعدتي لها ..
ولكنها رفضت بشدة وتركتني وذهبت وهي تـتمتم مع نفسها.
.
.
لا أخفيكم أن هذه المرأة أثرت على نفسي
وفكرت فيها أياماً
وشعرت بالظلم الذي تعرضت له
وشعرت كيف أنها عبرت عن الزوج والأبناء بأنهم هم حياتها ..
.
.
يالله كم عانت هذه المرأة العجوز
حتى تجاوز عمرها الستين سنة وهي لا تزال .. فتاة
.
.
.
ربي اغفر لها وارحمها
واجبر كسرها
وأبدلها خيراً مما فقدته
ولا تجمع لها شقائين
اللهم إنك سميع قريب