هذه القصيدة من تأليف الشاعر:مصطفى عيد الصياصنة.
..جبل حزنة..
أبصرت حُزنة بالعلياء عملاقا
يهوى مبادلة الجوزاءِ أشواقــــــــا
إني أرى جبلاً ، قد شالهُ جبلٌ
والشيخ حُزنةُ فوق الكلّ رنّاقــــــا
طوداً تطاول في تيهٍ وفي صلفٍ
قرب الشّفيرِ أشمّ الأنف برّاقـــــــا
تلك الجبــــــال توارت دون قامته
أسرابُ ظبي ، طواها البعدُ إرهاقــا
يعلو السحاب ويمضي في مهابته
قد جاوز المجد أرداناً وأعناقــــــــــا
طالت ذؤابتهُ في الجــوّ ســامــقةً
منقارَ نسرٍ أمال الرأس إطراقــــــــا
يلتفّهُ الغيم بالأحضان ، يأخـــــذهُ
طفلاً لففت على عِطفيه أطواقـــــــا
تهامـــةُ القــــــاع غذّتها ودائــــقه
حتى جرى السهلُ أنهاراً أوساقـــــا
والمــــاء يدفـق مـن أردان جبّتِهِ
والأرض من تحت ُ أفواهاً وأشداقـا
قال الصحابُ وشمس العصر تسفعنا
غُذّوا بنا السير للهامات سُمّاقـــــــــا
هل يمتطى النسر ؟ والعِقبان تفزعُهُ
أم يُركبُ الغيم فوق الغيمِ أطباقـــــــا
خلّــوا سبيلي فإنـــي لا أجـــــامِلكم
قلبي - وربي - قد ألفيت خفّاقـــــــــا
يكفي من المــارد الجبّــار مقربُـــهُ
إن عزّ وصلٌ أجلنا العين أحداقــــــا
أبصرتُني - وكأني فــــوق غرّته -
عِلقٌ تعلقّ في الأجواء نطّاقـــــــــــا
هذي تِهامةُ من تحتي ، وبلجُرشي
تحنو عليها فقد لامست إشفاقــــــــــا
أرنو بطرفي إلى المخواة من شَهَقٍ
لاشئ أبصرُ ، لا إنساً ولا طاقــــــــا
أنّى تلفتّ من حولي أرى سُحباً
والطير يحضرني فرداً وأجواقـــــــا
أرضُ السراةِ تمطّى في مرابعها
حشدُ الضبابِ فساح الغيثُ دفّاقـــــــا
سبحان من سخّر الأجرام يكلؤها
حتى بدت في رحابِ الكون أعلاقـــا
_________________________________
منقول منقول منقول منقول منقول.....