الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
كل يوم جمعة يذهب الناس كعادتهم إلى صلاة الجمعة ويستمع الجميع إلى الخطبة ويؤدون الصلاة
الجميع يعي ويتفكر ويتدبر من هذه الصلاة ولاكن بدرجات متفاوته كلا حسب تركيزه واهتمامه وعدم انشغاله
بعد ان خطب الأمام في الناس خطبة الجمعة والتي كانت تدور عن فضل صيام يوم عاشوراء
ترجل عن منبره ونزل ليصلي بالناس اعتدل في مكانه ثم كبر وكبر الناس وشرع في صلاته وأدى الركعة الاولى
بعد ذلك قام إلى الركعة الثانية وقرأ سورة الفاتحة ثم سورة الغاشية
هنا ومن خلال هذه السورة وأثناء قراءة الآيات في هذه السورة
والتي بها
1- أهوال القيامة وأحوال الكفار في النار
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)}.
يخاطب الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا:{قد أتاك حديث الغاشية} و هي القيامة، سميت بذلك لأنها تغشىَ كل شيء بأهوالها، في ذلك اليوم تكون بعـض الوجوه ذليلة لما اعترى أصحابها من الخزي والهوان. وهي وجوه الكفار عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في الآخرة بالنار، أصحاب هذه الوجوه يصطلون بنار حارة أشد ما تكون في الحرارة، ويشربون من عين متناهية في الحرارة، أما طعامهم فليس لهم في جهنم غير شجر الشوك من شر الطعام وأبشعه قد انتفت منه منفعة الطعام فلا هو بالذي يفيد الجسم ولا بالذي يدفـع الجوع، وبعد أن ذكر سبحانه حال الكفـار وحياتهم في الجحيم ذكر
2- حال السعداء أهل الجنة
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(10)لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيةً(11)فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12)فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ(13)وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ(14)وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ(15)وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16) }.
ذكر المؤمنين وحالهم فـي النعيم فقال: إنهم في حالة من النعيم يبدو أثرها عليهم وذلك يوم القيـامة حين يدخلون الجنة راضين فيها بالنعيم الذي حصلوا عليه، ثم أخذ يفصل في ألوان النعيم، فذكر أنهم في جنان رفيعة عاليـة القدر لا يسمع فيها كلمة لغو ولا باطل، بل فيها العيـون الجارية المتدفقة في غير أخدود وفيها السرر العالية الناعمة كثيرة الفرش، وفيها أواني الشرب معدة لمن أرادها من الشاربين، وفيها الوسائد مصفوفة بعضها إلى جنب بعض، وفيها البسط العراض الفاخرة مبسوطة ومتفرقـة في المجالس لكثرتها ووفرتها.
ولما ذكر سبحانه حال أهل الجنة ونعيمها وحال أهل النار وعذابها عجب الكفار وكذبوا وأنكروا أن يكون شيء من ذلك فذكرهم بصنعه في أنفس أموالهم وهى الإبل
3
- التفكر في الخلق
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(17)وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ(18)وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ(19)وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(20)فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21)لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22)إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26)}
قائلا: {أفلا ينظرون} إلى هذا المخلوق العجيب في تركيبه وشدة قوته وحمله الأثقال وانقياده للقائد الضعيف، فان من صنع هذا في الدنيا هو الذي صنـع لأهل الجنة ما صنـع من النعيم ووسائل الترفيه، ثم ألا ينظرون إلى السماء كيف رفعها الله رفعا بعيد المدى بلا ركيزة ترتكز عليها ومن غير أعمدة، ثم ألا ينظرون إلى الجبال كيف جعلها منصوبة على الأرض لا تزول ولئلا تميد الأرض، ثم ألا ينظرون إلى الأرض كيف مهدت بحيث يستقر عليها كل شيء، فنبه العرب بهذه المشـاهدات التي تقع تحت حواسهم: الإبل التي يركبونها، والسماء التي فوق رؤوسهم والجبال المنصوبة أمامهم، والأرض التي يطأونها بأقدامهم، نبههم أن لهذه الأشياء خالقا هو الله سبحانه وهو الذي يستحق العبادة دون غيره، ثم وجه الخطاب لنبيه صلى الله عليه وسلم قائلا: ذكر الناس وعظهم بما أرسلت به، فلست عليهم بجبار، وليس بيدك خلق الإيمان في قلوبهم أو إكراههم عليه، لكن من أعرض عن العمل بما أرسلت به وكفر بالحق فلم يصدق به بعد التذكر فإن لله الولايـة عليه فهـو يعذبه العذاب الأكبر في جهنم، فرجوعهم إلى الله بعد الموت وعليه جزاؤهم.
إخواني الحادثة انه عندما قرأ الإمام
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ(6) الايه
كان لايستطيع ان يكمل حيث انفجر بالبكاء مرات ومرات بل وانفجر معه بعض المصلون
اخواني يقول تعالى (( لو أنزلنا هذا القرأن علي جبل لرأيتة خاشعا متصدعامن خشية اللة
اخواني إن الله دعانا لتدبر كتابه وتأمل معانيه وأسراره: قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29].
يقول الإمام الشافعي رحمه الله
تزوّد للذي لا بد منهُ فإن الموت ميقاتُ العبادِ
وتب مما جنيت وأنت حيٌّ وكن متنبهاً قبل الرّقادِ
ستندم إن رحلت بغير زادٍ وتشقي إذ يناديك المنادِ
أترضي أن تكون رفيق قومٍ لهم زادٌ وأنت بغيرِ زادِ
اخواني الكرام اسف جدا لهذا العنوان ولاكن حقيقة اننا احيانا نسمع الايات الكريمة وتمر مرور الكرام
فأحببت ان اذكر اخواني بهذه الايات جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
تحياتي للجميع