الحمد لله وصلوات الله وسلامه على نبيه و صفيه محمد ومن والاه وبعد.
اعلم أن الله في كتابه العزيز ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة قد ذما العجب او الإعجاب بالنفس قال الله تعالى ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً)[التوبة:25]وقال صلى الله عليه وسلم : " ثلاث منجيات وثلاث مهلكات ، فأما المنجيات فتقوى الله في السر والعلانية ، والقول بالحق في الرضا والسخط ، والقصد في الغنى والفقر، وأما المهلكات فهوى متبع ، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه وهي أشدهن " .
وعرفه اهل العلم فقالوا:
العجب هو: الزهو بالنفس ، واستعظام الأعمال والركون إليها ، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى
وقال السلف عن هذا المرض:
قال ابن مسعود رضـي الله عـنـه : الهلاك في شيئين: العجب والقنوط.
وعرفه ابن المبارك بعبارة موجزة فقال : أن ترى أن عندك شيئاً ليس عند غيرك.
وقال القرطبي : إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم.
وبعد ما تقدم ايه الإخوة يجب على من كان يحسن الكتابة الجذابة او تشكيل الفكرة البنائة الهادفة او تحليل الأمور بطرقة رائعة موفقة او تكوين المعلومة الممتازة او بإداء الراي المستنير ان لا يعجب بذالك كله وان يرد الفضل كله لله وحده جلا وعلا فهو المنعم بحق لا شريك له سبحانه وإلا فكيف تعجب بنفسك وقد اخرجك من بطن امك لا تعلم شئ ولا تستطيع فعل شئ قال تعالى((والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً ))
وانظروا إلى هذا المعجب بنفسه كيف صارت حاله والعايذ بالله قال صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه، خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .
اعاذنا الله من كل ما يسخطه واخذ بايدينا إلى رضاه في الدنيا والأخرة