03-19-2007, 09:19 AM | #1 |
مشرف
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: جده
المشاركات: 835
|
اياكي اعني واسمعي ياجاره
تعدد الزوجات.. الحق المر لاحظت حينما يثار هذا الموضوع الحساس والمهم "تعدد الزوجات" وجود تيارين متباينين: الأول شرعي فقهي يبيحه بشرط العدل، وتيار آخر نسائي لا يستطيع أن يعلن صراحة رفضه لمبدأ التعدد ولكنه -بلحن القول- يؤدي الغرض نفسه، ويراودني شعور -والله أعلم- أن بعض النساء يتمنين في أعماقهن لو كانت الشريعة تنص على تحديد زوجة واحدة فهن رافضات للتعدد كمبدأ حتى ولو لم يصارحن أنفسهن بذلك. وهذا التباين في الرأي هو جزء من حالة الفصام في المجتمع ككل، فالمجتمع يرفع الشعار الإسلامي بقوة، وفي الوقت نفسه يتم تقبيح ما أحله الله تعالى بطريقة منظمة!. وأنا لا أفهم أن يستخدم اللفظ للتعبير عن شيء وضده في نفس الوقت ثم يقبل الجميع ذلك. إيمان أو لا إيمان فالتعدد -وهو جزء من الأحوال الشخصية للمسلمين- تمت ممارسته على نطاق واسع منذ اللحظة الأولى لتكوين المجتمع الإسلامي، فلا معنى لفهم جديد وإلا لصار من حق البعض أن يطالبوا بمعرفة حكمة الركعات الثلاث لصلاة المغرب، كما سيتسع المجال بنفس المنطق في التبديل والتعديل والتعطيل. القضية إيمان أو لا إيمان، إذعان أو لا إذعان، أدب مع الشريعة أو سوء أدب، ولا أعرف لماذا يتخذ المسلمون موقف الدفاع حينما تثار هذه القضية؟ وبأي حق ينكر الغرب على الإسلام تعدد الزوجات في الوقت الذي تنطلق العلاقات غير المشروعة بغير رادع؟ أعرف صديقًا وقع في الحب بعد زواج طويل. قاوم التيار الجارف بموروثات تعتبر الزواج الثاني من المحرمات. بعد أربع سنوات من السباحة ضد التيار أسلم نفسه للموج وقال أتزوج. ذهب إلى بيت الحبيبة خاطبًا فتم الترحيب به (لأنه رجل مرموق ولأن الفتاة تحبه)أن. ولكن الحرب الحقيقية حدثت حينما أشعلت زوجته النار واستنجدت بوالديه اللذين وقفا بجوارها ومنعاه بسيف طاعة الوالدين (وهو الرجل البار). تصادف أن دارت مناقشة عجيبة بينه وبين أخيه الأكبر في بيتي، ورحت أستمع للحوار ودهشتي تتزايد. خلاصته نصيحة أخيه: أن الأفضل له بدلا من "دوشة الدماغ" ومشاكل الأسرة، وكلام الناس أن ينسحب من موضوع الزواج، ويكتفي بالعلاقات الموازية.. هكذا قال لأخيه أمامي! وحينما سألته عما يقصده بالعلاقات الموازية ضحك وضحكنا كلنا، وسألته مرة أخرى في جدية: وماذا عن الله تعالى؟.. فنظر لي صامتا. مجتمع منافق أقول وأنا بكامل قواي العقلية: إني أتهم المجتمع كله بالنفاق. حينما يتظاهر غضبا على منع فرنسا الحجاب، حينما يتشدق الكل بالإسلام، في الوقت الذي يتم فيه تقبيح شرع الله إلى حد اعتبار الزنا حلا لمشاكل الزواج (..)، أقول إن المجتمع الذي يفعل ذلك منافقٌ وَغْدٌ. ولنعد للشرع.. فالدين لا يؤخذ بالرأي.. تصور أن أصلي المغرب أربع ركعات مثلا؟! السماح بتعدد الزوجات أمر معلوم من الدين بالضرورة مارسه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته رضي الله عنهم، واجتمع المسلمون عليه طيلة ألف عام. والعجيب أن يأتي الآن من يزعم أنه أعلم بالدين من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام. فينبري أحدهم ويقول: إن القرآن قال: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، وفي آية أخرى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم). ويتجاهلون أولا أن الربط بين الآيتين غير صحيح فنهاية الآية الكريمة (فلا تميلوا كل الميل)، وينسون أن النبي كان يعدل القسمة بين نسائه ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك)، وكان معروفا ميله إلى السيدة عائشة رضي الله عنها. وينسون أننا بحاجة لأن نلغي عقولنا إذا تصورنا أننا أدرى بمرامي الشريعة من صحابة النبي الكرام، وكلهم مارسوا التعدد وهم الذين كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام. يقول البعض: إن التعدد يكون لسبب كمرض الزوجة أو كبر سنها، ومرة أخرى نطلب الدليل من كتاب الله وسنة النبي. هل تصادف أن كل الصحابة وآل البيت من أصحاب الأعذار؟ ما هذا الهراء؟! لا يجوز لأحد أن يقبح شرع الله مهما خالف هواه (كُتب عليكم القتال وهو كُره لكم) ولعل هناك فارقا دقيقا بين تضرر الإنسان من أحكام شريعة معينة ووجوب احترام تلك الشريعة. فحدوث ما يسوء المرأة – أو الرجل – لا يمنع كونه أيضا من أحكام الشريعة التي يجب معها الأدب على الأقل إن لم يكن الرضا والتسليم (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). عدل المشاعر.. مستحيل ماذا تفعل الزوجة الحزينة حينما يتزوج زوجها عليها، وقد خلقها الله مفطورة على الغيرة؟ سؤال وجيه، ولكن هل توجد شريعة تزعم أنها تستطيع تحقيق السعادة الكاملة على الأرض؟ وفيم كان اليوم الآخر إذن؟ ولماذا نتحدث عن تعاسة الزوجات بهذا السبب فحسب؟ ماذا عن تعاسة امرأة قبيحة؟ مشلولة؟ مريضة؟ مكتئبة؟ ماذا عن هؤلاء؟ ويقلن: بالله عليك هل العدل ممكن؟ وأقول: إن المطلوب هو العدل المادي في النفقة والمبيت، أما عدل المشاعر فهو غير مطلوب؛ لأنه ببساطة غير ممكن. ومن لا يعدل آثم بمقتضى الشريعة نفسها، ولكن طريقة التعامل مع هذا الآثم هو مزيد من التوعية الدينية. لا يعني سوء ممارسة التعدد تعطيل الشريعة، وإلا - وبنفس المنطق - يمكننا تعطيل شريعة الزواج نفسه بسبب مشاكل الزواج المتعددة، وينبغي التذكير هنا بأن علاقة الزواج بشكلها الحالي لم تكتسب شرعية إلا بإقرار الله تعالى. ولماذا ننسى هؤلاء العوانس اللاتي حرمن من الأمومة والدفء والرجولة؟ ويبرز هنا السؤال: أليس من حقهن أيضا الزواج والأمومة؟ أم هي حكر على الزوجات الغاضبات؟ وأعود للتذكير: كل هذه المبررات التي نذكرها هنا من قبيل الاستئناس ومحاولة فهم الحكمة وراء التشريع، ولكن التشريع ملزم سواء فهمناه أو لم نفهمه.. ستظل صلاة المغرب ثلاث ركعات فهمنا الحكمة في ذلك أو لم نفهم.. حتى إذا انتهت الأسباب فالتشريع قائم. حرب ضروس أقول بوضوح: لا يجوز أن يصنع الرأي العام ممثلات ومخرجي السينما المصرية الذين قبحوا شرع الله وهم أبعد ما يكون عن الفضيلة. عيب أن نقبح شرع الله ونحن نزعم الإيمان به. ثم تعالوا نتحدث بالمنطق والعقل: رجل يريد الزواج للمرة الثانية؟ لماذا يفعل ذلك؟ فكروا معي في النقود التي سينفقها؟ فكر معي في الحرب الضروس التي ستشنها الزوجة الأولى عليه؟ حرب دونها كل الحروب القذرة بدءًا من حرب البسوس وانتهاء بحرب العراق. فكر في النكد والقرف والتشتت. فكر في تحوله إلى مضغة في الأفواه؟ فكر في كل هذا يا صديقي. وفكر أيضا في العلاقات الموازية. إنها زهيدة الثمن جدًّا. وغالبا بلا ثمن؛ لأن الطرف الآخر يريدها. ولكن تذكر أنك حين تبتاع رضا المجتمع برضا الله تكون في الحقيقة خسرت كل شيء. ذلك أنك ستقف بين يدي مولاك عاريا خائفا ضائعا وسيكون الكل مثلك لا يملك أحد لأحد شيئا، وقتها كيف ستفعل حينما يذكرك الله تعالى بقوله الكريم (أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه)؟... صدق الله العظيم.
__________________
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|