الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
الصلاة عماد الدين وركنه الركين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت أفلح وأنجح وإن ردت خسر وخاب ، بل إن قبلت قبلت وسائر أعماله وإن ردت ردت وسائر أعماله فهي من أعظم القربات إلى الله للحديث القدسي ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) وهي خمس صلوات بالليل والنهار والصلاة هي النور في الدنيا والآخرة . ومما قصر فيه بعض الناس من الصلوات صلاة العصر والفجر مع حث الرسول الكريم على ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة ) والبردان هما الفجر والعصر وقوله صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وغروبها ) والمحافظة دليل على قوة الإيمان لأن من صلاها كان لما سواها أحفظ ، بل كان بمشيئة الله أبعد عن النفاق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ) ولقد جعل الله لصلاة الفجر على حياة العبد أثرا عظيما من بداية اليوم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يعقد على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة أرقد عليك ليلا طويلا فإذا ذكر الله انحلت عقدة ، فإذا هو قام فتوضأ انحلت عقدة ، فإذا صلى انحلت عقده الثلاث فأصبح طيب النفس نشيطا أو أصبح خبيث النفس كسلان ) فهل لك أيها الحبيب الغالي أن تنظر حالك وتقيس عملك على ذلك فإن كنت محسنا فأحمد الله وإن كنت على غير ذلك فأعزم وتب إلى الله فالعمر قصير والأجل قريب والناقد بصير وبعد الموت إما إلى الجنة أو إلى النار .
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء