[align=justify:0a4f6b0d8b]السلام عليكم ورحمة الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...) الآية .
فالله تعالى أمر بالاعتصام بحبله المتين والاجتماع وعدم التفرق ، و من نعم الله تعالى على المرء أنه ينتمي إلى هذه الأمة المباركة أمة محمد ثم إلى هذه القرية التي ولد وترعرع على أرضها وارتوى من مائها وتغذى على الخيرات التي جعلها الله فيها ، عاش الطفولة والشباب ، وأخذ التعليم في مدرستها فكانت فترة غالية من حياته ، عاش تلك الفترة بين أهله وأقاربه وجيرانه من أهل قريته , الكل كأنهم أسرة واحدة ، يحترم الصغير الكبير ويعطف ويحب الكبير الصغير، والكبيرة من النساء كالأم والصغيرة مثل الأخت ، يلتقون في الوادي والشعف والعقبة ، إذا مرض أحدهم التفوا حوله ، وإذا فرح واحتاجهم فزعوا له ، وإذا مر به ضائقة وقفوا جميعا معه ، تراهم جميعا قلبا واحدا في السراء والضراء على ما يرضي الله ، إنها معان ومعان كثيرة تختلج في النفس لتلك الذكريات ، بعد هذه الفترة بدأت المصالح تتعدد واحتاج كثير من أبناء القرية للسفر ومفارقة القرية طلبا للمصلحة والرزق . يلزمه بذلك الوظيفة والتعليم ، فتفرقوا في مدن المملكة الحبيبة ، فكانوا بداية يسكن الجميع في أماكن متقاربة أو مع بعضهم ، ثم بدأت المدن تتوسع وتتباعد المساكن كل مع أبنائه وأقاربه الخاصين ، ولكن يبقى الحنين إلى الاجتماع بأبناء القرية لأنه لا يجمعهم إلا المناسبات من أفراح وأحزان وكل من هذه اللقاءات لها خصوصياتها فلا تعطي الثمار المرجوة من التآلف الكامل ، لذلك أصبحنا في حاجة إلى الاجتماع واللقاء الأخوي الأسري الذي يلم الشعث ويعرف الأبناء بعضهم ببعض ، ومن فضل الله تعالى ذلك ممكن إذا تظافرت الجهود وأصبح كل منا يحمل هم هذا اللقاء المبارك بعيدا عن الكلفة والرسميات بذلك تتألف القلوب ويجتمع الآباء بالأبناء من أهل القرية ، وهذا كان هاجس للجميع يطرق في المجالس واللقاءات ، فالحمد لله أصبح الوقت مناسب أن نبدأ الخطوة الأولى لننسق لهذا اللقاء المرتقب ، وبفضل الله تعالى ثم بجهود بعض الأخوة المباركين المخلصين تم التنسيق المبدئي مع كبارنا في القرية وخصوصا من لهم الرأي والمشورة ، وقد رحبوا وباركوا هذه الفكرة واشتاقوا لذلك اللقاء ، ولكن كما يعلم الجميع أن هذه الأيام نشرف على بداية إجازة الصيف للطلاب والجميع يحتاج إلى السفر والنزهة ، والبعض مشغول بالزواجات ، وهناك لقاء يجمع كثير منا في القرية بمشيئة الله من خلال المناسبات والمناشط الصيفية فقد تقرر بداية أن يكون اللقاء بعد عيد رمضان لهذا العام في أول أسبوع بعد عودة الطلاب ، فخطر ببالي أن أزف إليكم هذه البشرى آمل من الله أن يتمم المقاصد ويؤلف بين قلوب الجميع وأن يوحد المقاصد وأن يخلص النيات إنه على ذلك قدير . [/align:0a4f6b0d8b]
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء