توبة الشاب على يد أخته
اللهم ارحمنا إذا درس قبرنا، ونسي اسمنا، وانقطع ذكرنا، فلم يذكرنا ذاكر، ولم يزرنا زائر اللهم ارحمنا إذا غسلنا أهلونا، اللهم ارحمنا إذا كفنونا، اللهم ارحمنا إذا على أكتافهم حمولنا...
* كان الشريط يسير بسرعة.وكنت أتابع دعاء الإمام بتركيز ولهفة.
أعدت هذا الدعاء.. مرة.. وأخرى.. كل ما قاله ودعا به حق.. ستنقطع بنا الحياة، وسنغسل ونكفن، ثم نوضع في لحد تحت الأرض، وينسى اسمنا........
ولكن ذاك الصوت المقترن بالخشوع، جعلني أتوقف برهة، وأعيد الشريط مرة ثالثة، لقد كانت أختي مثال الأخت الداعية المجتهدة، لقد حاولت أن أكون محافظا ً على الصلاة وعلى الطاعات، حاولت بكل ما تستطيع بالكلمة وبالشريط والكتاب.
• في أحد الأيام عندما ركِبت معي في السيارة أخذ بنا الحديث وعندما هممنأ بالنزول وضعت هذا الشريط في جهاز التسجيل.
• خرجت من الغد بحركة عفوية لا شعورية ضغطت على الشريط وأنا لا أذكر ما فيه ولكني كالعادة أتوقع كلمة مغناة من التي أحبها ولكن شاء الله أن يكون هذا الشريط، سمعته في صباح ذلك اليوم، وأعدته في المساء، وبعد العشاء.. سألتها ما هذا الشريط الذي وضعتيه؟
• قالت: هل أعجبك!! قلت لها: لا شك، ولم تكن العادة إجابتي بهذا الترحيب.. فرِحت وكان بيدها كتاب فوضعته جانبا ً أعادت سؤالها، ها أعجبك صوت الإمام وقراءته؟
• قلت لها نعم.. كانت هذه الإجابة مقدمة لحوار طويل.. ولقد كان مثل هذا الحوار متكررا ً، ولكن هذه المرة اختلف كثيرا ً. في النهاية، قالت لي سأقرأ عليك ما قرأته قبل قليل. " مر الحسن البصري بشاب مستغرق في ضحكه وهو جالس مع قوم في مجلس.. فقال له الحسن.. يا فتى هل مررت على الصراط؟..
• قال: لا
• قال.. فهل تدري
• قال: لا
• قال.. فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار.. ؟
• قال: لا.
• قال: فما هذا الضحك..
• صمتنا برهة.. ثم التفتت إلي ّ.. وقالت لي:
• (إلى متى هذه الغفلة).
----------------------------------------
* كتاب الزمن القادم عبد الملك القاسم.