السؤال : أعفيت لحيتي والحمد لله؛ والآن كلما واجهني أحد من أهلي أو معارفي استنكروا لحيتي ورموني بكلمات جارحة وطلبوا مني تقصيرها، وأنا مصمم على إعفائها، هل يجوز تقصيرها أم أواظب على إعفائها، وأضرب بكلامهم عرض الحائط؟
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
الواجب عليك أن تستمر في إعفائها وإرخائها؛ طاعة لرسول الله ، وامتثالاً لأمره، وأن تضرب بكلامهم عرض الحائط، وأن تنكر عليهم كلامهم، وتذكرهم بالله، وأن هذا لا يجوز لهم، بل عملهم هذا في الحقيقة نيابة عن الشيطان؛ لأنهم بهذا صاروا نواباً له يدعون إلى معاصي الله، نسأل الله العافية، والرسول يقول: "قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين"، ويقول: "جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس"، ويقول: "وفروا اللحى"، فالواجب: إرخاؤها، وإعفاؤها، وتوفيرها، وعدم طاعة كل من يدعو إلى قصها أو حلقها، نسأل الله السلامة.
وهذا مصداق الحديث: أنه يأتي في آخر الزمان شياطين يدعون إلى عصيان الله وإلى ارتكاب محارمه، وقد جاء في حديث حذيفة رضي الله عنها المتفق على صحته لما سأل الرسول عن الشر الذي يقع بعده ، ذكر له أنه يقع بعد ذلك في آخر الأمة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صِفهم لنا؟ قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا" نسأل الله العافية.
فهؤلاء وأضرابهم من جنس من ذكرهم السائل، فالواجب الحذر منهم، وعدها الاستجابة إلى ما يدعون إليه مما يخالف الشرع المطهر.
والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد العاشر.