حكيات عجيبه يرويها عمال النظافه ومغاسل الملابس

يختزن عمال النظافة الذين نصادفهم في الشارع الكثير من القصص الطريفة والمواقف العجيبة، وذلك عبر نبشهم النفايات بشكل مستمر، فهم قد يعثرون على بعض الأشياء القيمة التي قد تكون رميت في النفايات عن طريق الخطأ، من جهة ثانية فإن عمال مغاسل الملابس يحتفظون أيضا بقصص ومواقف لا تقل إثارة عن تلك التي تحدث لعمال النظافة.

في شارع حراء عامل نظافة حريص على تفتيش حاوية للنفايات تفتيشا دقيقا. قال "بينما أقوم بعملي المعتاد، وفيما كنت أقوم بتنظيف إحدى الحاويات عثرت على قطعة من الذهب، كما أنني حصلت على بعض الخردوات الجيدة".

وعن المواقف الأكثر إثارة في حياته قال "ذات ليلة، وتحديدا عند منتصف الليل، وبينما كنت أقترب من إحدى الحاويات تناهى إلى سمعي صوت طفل، كان الصوت واهنا وضعيفا، وحين حدقت جيدا وجدت كيسا "مربوطا" ففتحته، وهنا شعرت بالخوف الشديد، لقد كان هذا الذي يبكي مولودا للتو، وعندها قمت بإخبار صاحب السوبر ماركت الذي بدوره أخبر الشرطة".

أما جلال (عامل بنجلاديشي) من حي الربوة، فيقول "كثيرا ما أجد في الحاويات أشياء قيمة، وأستغرب كيف يرميها أصحابها، ولكنني أعتقد أن العاملات في هذه البيوت هن من يرمي بهذه الأشياء الثمينة على سبيل الانتقام من أصحاب تلك البيوت، فمثلا وجدت ذات مرة بطاقة أحوال خاصة بسيدة سعودية داخل حاوية النفايات، وأيضا وجدت قطعة من الذهب عبارة عن سلسلة ثمينة جدا وكبيرة الحجم، كما وجدت كيسا به 3000 ريال، وقمت بتحويل الجزء الأكبر منه إلى أسرتي، وأبقيت جزءا بسيطا فقط لمصاريفي الخاصة".

والتقينا في حي الشاطئ بعامل نظافة راح يشكو من هدوء الحي، واصفا إياه بأنه مخيف، خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل.. وقال "بينما كنت أقوم بنبش إحدى الحاويات وجدت بداخلها كرتونا به سجادة كبيرة، وحينما حاولت سحبها وجدت بها كيسا مليئا بالرصاص، وعندها شعرت بخوف شديد مما رأيت، وهربت".

وأضاف قائلا "كثيرا ما نصادف صورا لسيدات وفتيات وشباب وحتى لأطفال، كما أننا نعثر على قطع غالية الثمن من الذهب، أو الأجهزة الكهربائية التي تكون جيدة، ونجد أشرطة كاسيت متنوعة نقوم بتجميعها وبيعها، كما وجدت أيضا حقيبة مليئة بمستحضرات التجميل التي لم تستخدم، ولا أدري لماذا قذف بها في هذه الحاوية".

وحين التقينا بعامل نظافة على كورنيش جدة..قال "أجد دائما في هذه الحاويات بقايا أطعمة ومعلبات فارغة وحقنا كثيرة، كما وجدت ملابس لم تستخدم، ومعلبات أطعمة ليست منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى ملابس خاصة بالسباحة هي الأخرى جديدة ولم تستخدم أبدا".

وفي شارع التحلية عثر عامل نظافة في الحاوية على فستان زفاف وملابس كثيرة وأحذية وأدوات تجميل، والغريب أن هذه الأغراض لم تستخدم أبدا، وأكد لنا عامل النظافة أنه عثر أيضا على ملابس رجالية، وهي تتكون من بناطيل وقمصان وملابس داخلية، وكلها لم تستخدم مطلقا.

كما عثر على أوراق ثبوتية وأخرى رسمية، ولكنها مقصوصة بمقص، وأضاف العامل "بالإضافة إلى هذه الأشياء دائما ما أعثر على أفلام فيديو وأشرطة كاسيت وكلها بحالة جيدة، كذلك قطع ذهبية ثمينة جدا".

وقال "إننا نعثر على قوارير خمور وعلى حقن يتم تعاطي المخدرات بها، وما إلى ذلك.. والأدهى والأمر أن أحد أصحابي عثر على طفل لقيط داخل إحدى الحاويات".

وقال عامل مغسلة إنه عادة ما يعثر في ملابس الزبون على مفاتيح وأوراق رسمية كبطاقات الأحوال وبعض الكروت وبطاقات مصرفية، كما وجد ذات مرة صورة لفتاة داخل جيب بنطال أحد الشباب، وبعض المبالغ في "جيوب" بعض الملابس.

ويقول محمد هشام (عامل في مغسلة ملابس في حي حراء) "كثيرا ما أصادف داخل ملابس الزبائن أوراقا رسمية ومفاتيح ومبالغ مالية، وكثيرا ما نعثر على متعلقات شخصية جدا في ملابس السيدات اللواتي يحضرن ملابسهن إلى هنا، الأمر الذي يجعلنا نشعر بحرج كبير".

وأكمل قائلا "من القصص الغريبة عثوري على مبلغ كبير من المال يفوق 10 آلاف ريال داخل محفظة بداخل ثوب أحد الزبائن، وبعد 3 ساعات عاد إلينا وأعطيناه ذلك المبلغ".