بئر زمزم
بئر زمزم تقع جنوبي مقام إبراهيم ، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ويروى أن هاجر لما نزلت بولدهما إسماعيل في مكان البيت وظمئ طلبت له الماء ، فلم تجده ، فجاء جبريل عليه السلام وبحث في الأرض بعقبه ، فنبع الماء على وجه الأرض، فكان ذلك نشأة زمزم ، وأدارت هاجر عليه حوضا خيفة أن يفوتها الماء قبل أن تملأ قربتها وظلت المياه تنبعث منها حتى درس موضعها ، ولما كان زمن عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام مكان زمزم فاستبانها وحفرها قبل مولده صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة ، وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم وذكر البخاري في صحيحة أنه لما شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم غسل بماء زمزم ، وقال العلامة ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) في باب الطب : ماء زمزم سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا ، وأحبها إلى النفوس وأعلاها ثمنا عند الناس ، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين مما بين يوم وليلة وليس له طعام غيرها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنها طعام طعم وزاد غير مسلم بإسناده وشفاء من كل سقم ....