عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
الدنيا مزرعة الآخرة، وهي ممر لحياة سرمدية دائمة، هذه الدنيا سمتها أنّها دار بلاء وابتلاء، ومصائب وأكدار .. يُبتلى فيها المرء بالسرّاء والضرّاء، والخير والشر، والغنى والفقر، والصحة والمرض. الدنيا ذات مظاهر زائفة! وصور برّاقة! ما أسرع ما ينكشف زيفها، ويزول بريقها .. هذه الدنيا غنيمة الإنسان فيها هو العمل الصالح، والذِّكر الحسن الذي خلّفه، والمتمثّل في المعاملة الحسنة والاتصاف بالأخلاق الفاضلة، ويؤكد ذلك شهادة الخلق على ذلك فهم شهداء الله في أرضه.
وكلُّ ما في هذه الدنيا من مصائب وأكدار، وأوجاع وأسقام، وهمّ وغمّ، وأتراح وأحزان، تزول بزوال هذه الدنيا وتوديعها، ثبت في الصحيح (أنّه يُؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيغمس في الجنة غمسة واحدة فيقال: يا عبد الله هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرّ بك بؤسٌ قط؟ فيقول لا يا رب لم أر بؤساً قط، ولم يمر بي بؤسٌ قط).
ما أجمل أن يغادر الإنسان هذه الدنيا وقد خلّف خلفه رصيداً من الثروة، لا ثروة المال والعقار! أو ثروة الذهب والفضة! ولكن الثروة الحقيقية، الثروة الأخروية التي تسجّل له يوم ملاقاة الله، رصيد يبقى في ميزان أعماله الصالحة حتى وهو في قبره، من الولد الصالح الذي خلفه والعلم الطيب الذي علمه والذِّكر الحسن الذي عرف به ... هذا هو رصيد العبد الباقي وما سواه يفنى ويزول ...