اخي علي / الاسبوع الاول من الدراسة في المرحلة الابتدائية مهم جدا فهو يعتبر مرحلة انتقاليه من جو اسري يغلفه العطف والحنان وتطييب الخواطر وتجيير كل السلبيات الى ايجابيات , كل ذلك ينتقل الىالتعرف على المحيط الخارجي لتلك الاسرة ومخالطة الاخرين والخروج من الرتم اليومي المعتاد وبالنسبة لي فان الاسبوع الاول مر بثلاث مراحل اوجزه على النحو التالي :ـــ
الاولى / الرغبة الجامحة في التعرف على المحيط الخارجي لمنزلي وكنت متشوقا للذهاب لليوم الاول لاسيما حينما تلبس ملابسك الجديدة وتحمل الشنطة وترى انك اصبحت من طلاب العلم0
الثانية / اليوم الثاني فقد استيقظت وطلبت من والدتي جزاها الله عني كل خير ايصالي الى الجلة وهي منتصف المسافة بين منزلنا والمدرسة الخالدية وعندما اوصلتني الى هناك واصلت المطالبه مسافة تلو اخرىحتى اوصلتني الى الزاويه المجاورة حاليا لمنزل الاخ / على عبد الله سعد وطلبت مني النزول الى بوابة المدرسة ولكني بدأت ابكي بصوت خافت مالبث ان ارتفع شيئا فشيئا حتى اصبح صراخا واستغاثه فحضر العم / احمد العسيس رحمه الله وحاول ادخالي من بوابة المدرسة فرفضت وكنت مصرا على العوده مع الوالدة الى المنزل وفعلا عدت ولكن ليست كالذهاب ففي الذهاب كنت محمولا ومدللا وفي الاياب كنت مهرولا امامها مضروبا وقد قطعت المسافة من جوار المدرسة حتى البيت وانا امام والدتي والفركس في ظهري وسلمت تلك اليد التي حملتها فقد كانت درسا معتبرا طيلة حياتي0
الثالثة : ــ استيقظت اليوم التالي وتجهزت للمدرسة وودعت والدتي معتبرا من اليوم السابق وعندما قطعت نصف المسافة تذكرت الخبزة فعدت لها وكنت في عجلة من امري فدرس اليوم الثاني آتى ثماره 0
بالنسبة للدراجة العادية ( السيكل ) كان يعطى للابناء في ذلك الحين كمحفزا ومشجعا وجائزة نجاح فعندما انتقلت للدراسة من الديره لجدة لم اكن راضيا عن ذلك ولكن كان لابد منه نظرا لاصرار الوالد رحمه الله وكنوع من الترضية قام بشراء دراجة عادية لي شريطة حضور دروس الشيخ محجوب رحمه الله الذ ي كان اماما لمسجد بامحفوظ بجدة وكان يلقي دروس تفسير للقرآن الكريم كل يوم جمعة بعد صلاة المغرب وبعد الاتفاق اخذ والدي رحمه الله يدربني على قيادة الدراجة والتي كانت تتم ليليا بعد اقفال المحلات التجاريه بشارع الاسد وكثيرا ماكنت اصطدم بالونشات المتوقفه حول منزلنا هناك 0
المرحلة المتوسطة مرحلة هامة جدا وهي مرحلة انتقاليه ومن خلالها يتم تهيئة الطالب لدخول لمرحلة الاهم والتي من خلالها يحدد مساره الدراسي لقلة النواحي الترفيهية ولاوسائل المتاحة آنذاك لم يكن امامنا سوى المدرسة والمنزل والمسجد فكانت الحياة جدية الى حد كبير جدا وكنت خلال تلك المرحلة وبتشجيع من والدي رحمه الله القي بعض الكلمات يوم الجمعة بعد الصلاة في مسجد بامحفوظ بهدف ازالة الرهبه امام الآخرين وكسر حاجز الخوف في التحدث امام الغير , طلاب المرحلة المتوسطة اليوم بخير ولله الحمد نعم هناك وسائل ترفيه كبيرة جدا وثورة معلوماتية لاحدود لها اتمنى ان يوجهوا من قبل الاباء لاستغلالها الاستغلال الامثل وسوف نجني ثمار ذلك ايجابا باذن الله تعالى فهم على قدر كبير من الوعي والادراك وتحمل المسئولية 0
لنجاح الشباب مقومات كثيرة جدا ولعل منها :ــ
1) مراقبة الله في السر والعلن فهو نعم المعين فمن ذكره في الرخاء ذكره في الشده ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ) صدق الله العظيم
2) بر الوالدين والاحسان اليهما فدعوة من اي منهما قد تسعدك طوال حياتك فهما من اهم مقومات النجاح ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ) صدق الله العظيم
3) تحديد الهدف الذي ينشده الشاب وعناصره وبدائله المتاحه وتحديدها بتاريخ انجاز ان امكن , كل ذلك ليكون هناك التزاما من الشاب امام نفسه اولا ثم مجتمعه ووطنه وهناك شبابا يصل فيهم حبهم لتحقيق اهدافهم واثبات ولائهم وانتمائهم لهذا البلد وانهم لبنات صالحة للحفاظ على مكتسبات الوطن يصل الى جلد الذات والتجرد امام النفس وبالتالي يكون مهيئا للمرحلة الاصعب 0
4) التوكل على الله اولا واخيرا ( وتوكل على الحي الذي لايموت ) وعدم الاستكانة او انتظار الفرص فالسماء لاتمطر ذهبا ولافضه والسعي مطلوب وتحري مصادر الرزق الحلال مهم جدا فهي لعمري الاساس السليم والابتعاد عن ظلم الآخرين (وقد خاب من حمل ظلما )
فيما يخص النزوح السكاني فما كان يبرره سابقا هو السفر للبحث عن فرص وظيفية او مواصلة الدراسة او الاستطباب والان ولله الحمد والمنة توفرت كل مقومات النجاح في جميع مناطق المملكة بفضل من الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين واتوقع ان يكون هناك نزوحا عكسيا متناميا خاصة لمن حرموا العيش في القرى منذ مدة طويله 0