لا .. لا ياهل الركايب

تشتهرالأودية بين مكة والمدينة على سبيل المثال (وادي فاطمة – مر الظهران قديماً - وادي هدى الشام , وادي عسفان , وادي غران , وادي خليص , وادي قديد , وادي سليم) , هذه الأودية التي يتضمنها سهل تهامة بجوه المشهور بالحرارة صيفاً والاعتدال شتاءً , وحيث أن هذه الأودية معروفة بالزراعة وخاصة النخيل , وفي الليل يطيب الهواء ويزين السمر , وإذا كانت الليالي مقمرة فجمال على جمال وحسن على حسن , وإذا كان في البال حبيب بعيد , يزداد الجوى ويتسامى الحنين, وإذا كان صوت الحادي ندياً يأخذ بمجامع القلوب ,وتشتهر هذه الأودية بنوع من الحداء يسمى ( الودياني) يطلقون عليه (نشيده) وهو مشهور , خاصة أنه يبدأ بـ ( لا..لا) مثل (لا..لا يالخيزرانه في الهوا ميلوكي) ومن أجمل ما سمعته من هذه (النشايد...وقد حاولت أن أكتبها بنفس اللهجه) قول أحدهم :

لا...لا ياهل الركايب ريضوا لي على الهون
لا ...لا وعـــوجوا عليّ رقابــهن وأحــملوني
لا...لا وليـــا وصـــلتوا دار مدعوج الأعـــيون
لا...لا والله يــجمل حـــالـــكم نـــــزلــــــوني

وذلك أنه رأى القافلة(الركايب) مرتحلة إلى ديار أهل الحبيب فهو يترجاهم أن يحملوه معهم , وكما قلت فإن الليل في هذه الأودية يشرح الصدر ويطيب السمر والحداء , وكما تقول الإعرابية التي مدحت زوجها( زوجي كَليلِ تهامه , لا حرٌّ ولا قرّ ولا ضجرٌ ولا سآمه) ففاقت بهذا المدح قريناتها.

وإلى أبيات أخرى أستودعكم الله