أضافت دراسة أمريكية حديثة دليلا جديدا على وجود صلة بين أمراض اللثة وأمراض القلب، وعززت الدراسة الأخيرة الأدلة السابقة بأكبر دليل على أن أمراض اللثة قد تؤدي إلى الإصابة بالجُلْطة أو أمراض في الأوعية الدموية للقلب، قاطعة بذلك وجود أي شك في تلك الصلة، وهو ما يعني أن العناية بالفم تعد عاملا واقيا من الإصابة بأمراض القلب.
وعزا فريق من الباحثين من جامعة كولومبيا بنيويورك تلك الصلة إلى أن الأشخاص الذين تزيد البكتريا في أفواههم تزيد لديهم أيضا أعراض أمراض القلب، بحسب ما جاء في عدد الثلاثاء 8-2-2005 من مجلة "الدورة الدموية" التي تصدرها جمعية القلب الأمريكية.
ويوجد أكثر من 600 نوع من البكتريا بالفم، وتتفاوت النسب التي تحملها الأفواه من هذه الميكروبات من شخص لآخر.
وأظهرت الدراسة التي أجريت على 657 شخصا لم يكن لديهم تاريخ في الإصابة بالجلطات أو النوبات القلبية أن الأشخاص الذين زادت لديهم البكتريا المسببة لأمراض اللثة زاد لديهم سمك الشرايين السباتية، وهو مؤشر قوي على انسداد الأوعية الدموية.
وقال فريق الباحثين: إن تلك الصلة استمرت حتى عندما أُخذت العوامل الأخرى المسببة لأمراض القلب في الاعتبار، مشيرا إلى أن أمراض اللثة قد تكون عاملا مساعدا على حدوث أمراض في القلب إذا كان هناك مسبب رئيسي آخر لها.
وقال مويس ديسفريو الطبيب بالمركز الطبي التابع لجامعة كولومبيا الذي قاد الدراسة: "هذا أكبر دليل مباشر حتى الآن على أن أمراض اللثة قد تؤدي إلى الإصابة بالجلطة أو أمراض في الأوعية الدموية للقلب".
وتابع قوله: "ولأن أمراض اللثة يمكن الوقاية منها وعلاجها فإن العناية بصحة الفم يمكن أن يكون لها أثر مهم على صحة الأوعية الدموية للقلب".
مئات الأنواع من بكتريا الفم
ويعتقد باحثون أن البكتريا المسببة لأمراض اللثة يمكن أن تنتشر في مجرى الدم وتحفز جهاز المناعة، مسببة التهابا ينتج عنه انسداد الشرايين.
وتصلب الشرايين يصاحبه عملية الالتهاب، وربطت دراسات أخرى بقوة بين أمراض القلب والالتهاب.
واستعان الباحثون بالأشعة فوق الصوتية لقياس سمك الشريان السباتي الذي يمتد من القلب إلى المخ. كما تأكدوا أنهم يقيسون فقط مستويات البكتريا ذات الصلة بكل من أمراض اللثة وأمراض القلب.
وقال الدكتور بانوس بابانو اختصاصي أمراض اللثة الذي شارك في الدراسة: "رغم اكتشاف وجود أكثر من 600 نوع من البكتريا تسكن الفم فإن كل شخص يميل إلى حمل نسب مختلفة من هذه الميكروبات".
وقال الدكتور رالف ساكو الذي اشترك أيضا في الدراسة: "سنعيد فحص المشاركين في الدراسة في أقل من ثلاثة أعوام، وعندئذ سيمكننا أن نقيم بشكل أفضل تطور تصلب الشرايين، ويحدونا الأمل في تحديد إطار زمني لحدوث هذه الأمراض".