إذا كان الاحساس بوجود الله والتفكر في عظمته ذكراً لله سبحانه ، فان أثر هذا الاحساس يتجسد حقيقة سلوكية في حياة الانسان عندما يشعر بمخافة الله ، ويحس بدوام وجوده معه ، ومراقبته له ، ويتذكره في كل فعل يقدم عليه ، فهو لاينسى أن الله معه يسمع ويرى ، وهو به محيط .
لذلك فهو يذكره عندما يقدم على المعصية ، ويحس بوجوده عندما يهم بفعل الشر ، فيستحي من خالقه ، ويخاف من التجرؤ عليه وتحدي إرادته ، فيكون هذا الذكر رادعاً له عن المعصية ، وصارفا له عن السقوط في شرك الجريمة والفساد .
وهذه الدرجة من الذكر هي أصدق مراتب الذكر ، وأكثرها أثراً في حياة الانسان ، لان هذا الذكر يترك آثاراً سلوكية ، ومواقف إرادية ، ربما جاءت بعد صراع نفسي ، واختيار صعب ، برهن على صدق الاحساس بوجود الله ، والشعور برقابته ، ولانه تكييف للارادة ومطابقة لها مع إرادة الله سبحانه:
(وَالّذين إذا فَعَلوا فَاحشةً أو ظَلَموا أنفُسَهُم ذَكَروا اللهَ فاستَغفَروا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذنُوبَ إلاّ الله وَلَم يُصِروا عَلى مافَعَلوا وَهُم يَعلَمون).
على الإنسان مخافة الله عز وجل ..ويعلم أن ما يقدم عليه من خير أو شر فالله سبحانه به عليم ..ولنعلم أن الله يرانا ويسمعنا وكل في كتاب محفوظ ....