بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (2)
جرِّب فالتجربة خير برهان !
أصغ لمن حولك بكل رباطة جأش , لليلى المجنونة بك وأبنائها الرضّع منهم والمراهقين , ومن تجاوزوا تلك المرحلة أو خُيِّل إليك ذلك !
قد تتعذر بصعوبة التجاوب , فأنت لم تتعود أن ينصت لأنينك ومناكفاتك أحد . إلا أنه لا فكاك , فالكل يطالبونك اليوم بسلام بأن تغيّر من استبدادك داخل بيتك , وأن تخلع عنك رداء العارف بكل ما يصلح لرعيتك الصغيرة , واحتفالك الدائم أمامهم بمظهر القادر على استشراف مستقبلهم المنظور والبعيد .
صحيح أنك قد تخسر ميزة تفردك بالرأي والرأي الآخر , فأنت تتحرك أمامهم متسلحاً بالاحتكاك الدائم مع الغير , وأنت النموذج الحي للصح والخطأ , والعدالة والظلم , والفرح والترح , والضحك والبكاء , و .....
وعلى أنه في حقيقة الأمر بتنازلك عن بعض ما يثقل كاهلك راحة لن تشعر بها إلا أشغلت من حولك بالتفكير في هموم الماضي الذي يعيشونه اليوم وبكرة المنتظر بزيادة المداخيل , والتخلص من أسباب السمنة والتدجين , بينما أنت نائم قرير العين توفر من راتبك الذي يتناقص كلما زادت الأسعار , ونبتت في الجوار مدينة ملاه للأطفال أو سوق تتبضع منه النساء بداعٍ وبغيره .
وقد تتمثل أمامك أحلامك القديمة المحملة بقسمات السعادة الدائمة .
يكفي أن تستقيظ في صباحاتك الجديدة ولاهم لك إلا نفسك المنعتقة بعد سنوات وسنوات من ظلمها وحبسها على حمل الهموم والقلق والشتائم والجبروت على الآخرين وفلان الذي أتى هكذا !
وإذا بنشوة غريبة بدت تبسط نفوذها على شخصيتك وتزيد كلما قيل كل فعلاً حكيم !
إذاً جرب – وطرطأ ودانك – ولن تندم فالتجربة خير برهان يا عم !
11/10/1421هـ
(من كتاباتي المتواضعة )