بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (3)
تبدو أخلاق الإنسان اليوم أشبه بكريات شفافة , بيضاء أو سوداء , وأحياناً رمادية , تجري في دمه ودموعه وابتساماته , وتؤثر تبعاً لذلك على تصرفاته أمام الناس وأمام نفسه عندما يختفي عن الأنظار .
ولنقاء السريرة – هنا – ارتباط وثيق بالأخلاق الكريمة , وكلما كانت كريات الأخلاق بيضاء في جسد صاحبها فلا يمكنه مقاومة سطوتها على أقواله وأفعاله , والعكس صحيح أيضاً .
وفي صورة – ما – تجد هذا الإنسان الظالم الجهول على أتم الاستعداد لأن يفوّض من ينوب عنه في ممارسة اللا خُلق , بينما هو في الخلفية يتعلق بأستار البراءة وسلامة النيّة , وقد تجده يتمنَّى لو كانت الأخلاق الحميدة أشبه بفيروس معدٍ , أو كريّات بيضـاء يمكن التبرع ببعضها , ليأخذ المحتاج كفايته منها !
فكم وكم من الأمثلة في حياتنا الماضية والحاضرة والمستقبلة التي تبدأ بطُعم أسمه : دمث الأخلاق , وتنتهي بـ : عديم الأخلاق .
ولهذا كثيراً ما يستعصي على من يكترث بأخلاق البشر , الفهم الحقيقي لأخلاق الآخر – رجلاً كان أم إمرأة – ويقع في مشكلة لا مخرج منها إلا بعد فوات الأوان وخسائر لا حصر لها , أقلها أن تهطل عليه ألفاظ السباب والشتائم والسخرية من كل اتجاه فجأة دون سابق إنذار . وزيادة أن تكون ممّن تحسبه مثالاً يُحتذى . نسأل الله تعالى السلامة .
16/11/1421هـ