القول الفصل في الساندويتش
أحمد أبو دهمان
يقال إن الفرنسيين يبحثون عن حلول لمسائل ومشاكل ليست قابلة للوقوع أو حتى للتصور. كأن يتوقعوا مثلاً أن تتحول الفراشات إلى قردة أو إلى قصائد، ويقضي بعضهم حياته في مختبره الخاص لمثل هذه الأوهام.
في حين ينشغل أهلنا في العالم الثالث بالبحث عن حلول لمشاكل لم تعد محل تساؤل في العالم الأول بما فيه فرنسا.
أذكر هنا ان مجمع اللغة العربية في القاهرة "كما يقال" قضى وقتاً طويلاً وممتعاً في تعريف كلمة ساندويتش، كان ذلك في بداية تصدينا للعالم وللعلم معاً. اللذين ما زلنا نتصدى لهما إلى اليوم. أحياناً بالفتوى وأحياناً بالسلاح. أي باللسان واليد. أما التصدي بالقلب فلا يحصى. ولعل في فتوى الشيخ المنجد في التصدي للفئران وخاصة ميكي ماوس وجيري ما يعيدنا إلى جهود مجمع اللغة في تقريب كلمة ساندويتش.
تشير موسوعة ويكيبيديا ان ساندويتش أصلاً اسم لرجل بريطاني من النبلاء اسمه الكامل جون منتاجو ساندويتش. وكان هذا النبيل مولعاً بلعب الورق. وقيل بالصيد لفترات طويلة. ولم يكن لديه وقت كاف لتناول أكله على المائدة مع الآخرين. فاقترح عليه خادمه أن يعد له وجبات جاهزة أعني هنا "الشاطر والمشطور وبينهما الكامح".
فرح السيد النبيل ساندويتش لهذه الفكرة. وتخلص من أعباء المائدة والزمن الفارغ الذي كان يحرمه من متعة اللعب أو الصيد.
ولكن أعضاء مجمع اللغة العربية كانوا مثلنا اليوم وغداً. لابد أن نبحث عن حلول خاصة لم يطرقها اليهود ولا النصارى. وإلا اتبعنا ملتهم والعياذ بالله.
الساندويتش أيها القراء الأعزاء هو اسم لرجل ولم يكن مجمع اللغة العربية في حاجة إلى ترجمتها إلى العربية. وكان من الممكن أن نفعل ما تفعله كل الشعوب في كل مكان وان نسميه ساندويتش. وهذا ما فعلناه لحسن الحظ. لأن مجمع اللغة وغيره من المجامع فقد وصايته إلى الأبد. وفقد مصداقيته في هذه القرية "العالم".