بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (4)
ما أن تجلس إلى أحدنا ( في عالم الثرثرة ) يأخذك إلى جواره في رحلة ممتعة , إلى تخوم وادي عبقر وشعابه ونبتاته المتجذرة من الخيالات , والأوهام , والأساطير , وتداعيات العالمية , لا , والقدرة على استشراف ما وراء الوراء , وهكذا إلى أن تعود وإذا بك مشدوه بتلك النشوة من الفوقية , والتميز , ونبوغ ما قبل الولادة , وكلما كان ذلك البعض ذا موهبة في فن التنظير والتقطير , يعتصرك الحنين ألماً والفضول طمعاً إلى الذهاب إلى ذلك الوادي غير المرئي .
حتى أختنا وجارتنا حواء مازالت تثبت على الدوام أنها وفيّة لذلك الوادي بأرضه وناسه وبخاصة غديره الذي كانت (تكد) شعرها وتتأمل ملامحها الحقيقية على صفحة مائه الصافية . ألا تراها تدفع بصاحبها إلى تمنِّي عودة عصور الإماء ؟!
ولأن الاتصال بالشعوب المختلفة يكشف لنا الآخر ومدى عبقريته المزعجة لنا فعلاً , أتت ثورة الاتصالات الحديثة المرئية والمسموعة والمقروءة لتضع أمامنا معالم ذلك النبوغ المتسارع والمتجدد , ولتكشف لنا عن المستفيد الفعّال من تلك الوسائل والوسائط . وهكذا في شتى مجالات الحياة التي طال اختلافنا حول النافع منها !
وللتوكيد على أننا جميعاً من وادي عبقر , نقل عقلك (فقط) بين السالكين لشوارعنا وممرات مصالحنا اليومية , والخارجين علينا ليل نهار من بين مسامات الشاشات الفضية , ولا تنسى ملامح وصور نبعثرها نثراً ونجمعها شعراً !
6/1/1422هـ