أنشغل النجار بإصلاح باب الجار وبابه مخلوع

بسم الله الرحمن الرحيم

( انشغل النجار بإصلاح باب الجار وبابه مخلوع)
في احدى ليالي الشتاء البارد بينما كنت اسير في مدينة الاسكندرية الساحلية ذات الهواء العليل وبين ازقة حواريها القديمة واذا على ناصية الشارع مقهى شعبي فدلفت فية وطلبت كوب حليب بالسحلب على الطريقة الاسكندرية وبينما انا جالس اتصفح جريدة الاهرام اذ بشخص ما يدعي سي السيد .(يبان على هيئته انه شخص مثقف ) يقول لي (ايوووووه) ازيك يا باشا دنتو حبايبنا ( بيني وبينكم والله ما اعرفة) فرحبت به ودعوته للجلوس معي وطلبت له الشاي (في الخمسين حسب طلبة)فقال لي تقرأ ايه أي قرنان فقلت جريدة الاجرام اوه عفوا الاهرام فمتعض وجهه وقال لي ايه رايك في القرنان ومقالاته وكتابه فجاوبت على سجيتي جميلة لكن الحلو ما يكملش قال لي ايه اللي مش عاجبك في القرنان قالها لي بلطف قلت تبغى الصراحة بعض الكتاب ليس لديه امانه مهنيه فرد بصوت مقتضب هز ارجاء المقهى ( بيني وبين نفسي الله يروعك) تقصد ايه فقلت : لا لا معليش لا تزعل أسمحلي لي , هؤلاء وضعوا انفسهم في موضع التهمة والمضنة , ازاي ازاي فهمني أيه , فقلت له ممكن تهدأ ومتقاطعنيش ممكن طيب تفضل يا بيه , هؤلاء قد انطبق عليهم المثل الدارج (انشغل النجار بإصلاح باب الجار وبابه مخلوع ) هل سمعت بهذا المثل من قبل ؟ فقال لي ايوه بس ممكن توضح لي اكثر ...., هذا مثل يضرب لمن ينشغل بعيوب الاخرين عن عيبه (فمن كان راسه من شمع فلا يمشي في الشمس) فلقد سائني ماشهدته في مطبوعاتكم الموقرة من بعض اصحاب الاقلام المزيفة والرديئة التي اخذت من دماء الاوفياء والمخلصين حبرا لريشه اقلامهم الرخيصة يبثون من خلالها سمومهم ويخطون بها جنبات صفحات مطبوعتكم
(فتجهم وجه سي السيد وما باقي الا تطلع عيونه من راسة وتصبب عرقا الله يستر منك يا سي السيد يبدو ان عبارتي من العيار الثقيل , لم يتحملها ,وهذا وما شاف من الجمل الا اذانه)

ظانين بل واهمين انها معزوفة سمفونيه تسطر بماء الذهب وهي لاتعدو في الحقيقة سوى شخابيط على جدار متصدع مليئا بالنتوأت قد اهرته عوامل التعريه وطمست معظم معالمه فأصبح نصف سور لمنزل متهالك بل خرابه قد ظهرت الاسياخ الصدئه في زواياها لتبين مدى الغش والخداع في البناء ماحية كل معالم النزاهة والجمال مخلوعة البيبان والنوافذ قد عششت الغربان في حجراتها وتعالت نقانق الضفادع في ممراتها خاويه على عروشها لاتسمع الا صرير الرياح بين ارجائها كانها من عالم الاشباح تقبع وسط ماء راكد من حولها كثرت بؤر التلوث والامراض التي خلفها وكونها خزانها البغيض ذي الرائحة النتنه من اعماقه السحيقة فزودها بالاوبه والأسقام فهؤلاء ليسو سوى شرذمه يجب اجتثاثها من على الارض الذين لا هم لهم سوى التهكم والسخرية وتصيد الأخطاء ووضع الشوك و العراقيل في طريق الناجحين الذين يشار إليهم بالبنان حسد من عند أنفسهم وكبرا وغرورا معلقين ما يقومون به من دسائس ومؤامرات تسولها لهم نفوسهم المريضة على شماعة الإصلاح والبناء كذبا وزورا

كفى بالمرء عيبا أن ترى له ::: وجه وليس له لسانا
ولقد صدقت الحكمة التي تقول :(من كان لسانه طويلا فاعلم أن يداه قصيرتان)
فاللسان عضله تكمن وراءها كل معضلة...
احذر لسانك ان تقول فتبتلي ان البلاء مو كلا بالمنطق
فكم من مغفلا قطع عنقه بلسانه

فيا ليت شعري ماذا قدم هؤلاء المتشدقون الصعاليك الغوغائيون الفارقون في غياهب الجهل وسراديب الغرور الزائف ومستنقع الفمز واللمز المتسكعون على ارصفة الغيبة والنميمة ذوي التصرفات العوجاء اللامسئوله كبار البطون صغار العيون الشاخصة ابصارهم (كانهم خشب مسندة )(وكأعجاز نخل خاويه) عقولهم جوفاء فارغة لا يرجى منهم خير.
وما يرجى بالجراد صلاح امر ::::: وقد جبل الجراد على الفساد
أقوالهم أكثر من افعالهم تهز الجبال هزا يستعرضون عضلاتهم اللغوية (فتونة) في تصفيف الجمل وتنميق العبارات و ترتيب الكلمات على حساب كرامة اللغة و الاخلاق متخذين
الجدل فراشا لهم و الافتراء لحافهم والغيبة مترلهم فبئس ما اتخذوا .

فما خطته اقلامهم المتقوقعة حول نفسها ماهي في الحقيقة سوى ترجمان لما يجيش في صدورهم الضيقة نطقت به اقلامهم الرعناء ، لكن فاقد الشىء لايعطية فالذي يولد ليزحف لايستطيع ان يطير.
ولايقوم بها الا من كان لدية خلل واضح تمخض عنة نقص سبب له عقد نفسية لازمت شخصيتة الهلامية فاصبحت قابعة بها لا تبرحها فعجبا لهولاء القوم.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ما وجد احد في نفسه كبرا الا من مهانة يجدها في نفسه )
يقول الحسن البصري رحمه الله : ان المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا .

فهولا المتشدقون والمنادون بالإصلاح أرباب الثقافة المزعومه آخذو على انفسهم عهدا بإصلاح البشرية وكانهم يملكون صك وصاية على ذرية ادم حاملين على عواتقهم امانة تنوء منها الجبال بإصلاح ما افسده الدهر متعهدين بالتنظيم المتقن و التخطيط السليم وهم في دواخلهم في الحقيقة مبعثرون و الفوضى تعم داخل كيانهم ، المنادون بالانصاف اقول لهم : ان من شيم الاداب ورجاحة الالباب و الولوج لبوابة المنطق واحقاق الحق وانصاف المستحق ، اقول ليس من المنطق ان يستهجن القصيف بمن له عقل حصيف ، وصاحب اللسان الكسيح بذي اللسان الفصيح ،فمع الاسف الشديد انهم انسلخو من كل معاني الانسانية والعدالة بعد ما جردو الناس من حقوقهم و بخسوهم اياها بغير وجه حق عنجهية وظلما ناسينا قوله تعالى (ولا تبخسو الناس اشياءهم) فنسفوا جهودهم الواضحة والملموسة نفسا بكل انواع القنابل العنقودية و الــــ اربي جي ومتفجرات الــــ تي ان تي رافعين شعارات زائفة تنادي بالعدالة والبناء الفعال ,والعمل الدئوب ومواكبة التمدن والتحضر في خطاباتهم الرنانة

ههههه(يقتلون القتيل ويمشون في جنازته) فعلا من لم يكن في حوزته غير المطرقة فسيتعامل مع أي شي على انه مسمار
وغير تقي يأمر الناس بالتقى :::: طبيب يداوي الناس وهو عليل
فأقول لهؤلاء ان عظمة النفس الانسانية هي قدرتها على الاعتدال لا في قدرتها على التجاوز فمن نصب نفسه للناس إماما
فليبدا بتعليم نفسه قبل تعليم غيرة , فكل من نالته افواه اقلامكم البغيظة التي تنزف بالسم الذحاح , هم ليسوا الا اخوانكم واباءكم اجتهدوا ايما اجتهاد فلكل مجتهد اجره من الاجتهاد , كما قال عليه الصلاة والسلام : (القارئ للقران الماهر به مع السفره البرره والمتعتع فله اجران , اجر القراءه واجرالتعتعة ) او كما قال عليه اللاة والسلام .

فلم يقوموا بما قاموا به الا محبه واخلاصا من غير تذمر ولا تململ نحسبهم كذلك والله حسيبهم فباي وجة فعلتم ما فعلتم .فحسبي الله فيما قلتم ونعم الوكيل خنست اقلامكم و خبتت هممكم ات ترتقوا الى مكانتكم .
اما انتم ايها المناظلون الشرفاء الصابرون المثابرون اقول لكم ان الرجل العظيم هو من يتحمل نتائج عمله والذين يستحقون الاطراء فعلا هم الذين يتحملون الانتقادات بقلوب مبتسمة وتتجلى اخلاق الرجل العظيم في التعامل مع الضعفاء فالجبل على عظمته لايرى للبعيد الا قمته فانتم هذة القمة التي تكسوها السحاب وتلتف حولها كالعقد الفريد
ملء السنابل تنحني بتواضع :::: والفارغات روؤسهن شوامخ
فاصمدوا في وجه العواصف العاتيه والبراكين الثائرة والامواج المتلاطمة ولاتخشوا
الانتقاد لانه من يخشى الانتقاد لن يعمل شيا

ومن يتهيب صعود الجبال : يعش ابد الدهر بين الحفر
فلا تنشغلوا وتضيعوا اوقاتكم بمثل هذ الترهات
ومن يرمي الذباب بمنجنيق :: سيخسر سهمه وقت النضال
فسيروا ولا تلتفوا خلفكم لاصوات السباع النابحه
فشتان بين مدارج الافلاك ومسابح الاسماك .
قل للذي بصروف الدهر عيرنا : هل حارب الدهر ألا من له خطر
اما ترى البحر تعلو فوقه جيف : وتستقر بأقصى قعره الدرر
وكم على الارض من خضر ويابسه : وليس يرجم الا ما له ثمر
وفي السماء نجوما لا عداد لها : وليس يكسف الا الشمس والقمر

عفوا عزيزي القارئ :
لقد شطحت وشقحت واسترسلت قليلا(لا تدققوا مشوها ) اوووووووه ه ه ه.. وين وين يا سي السيد ..(شكله روح زعلان الرجال ) سمعت ضحكات عاليه التفت يمينا فاذا به صديقي الوفي ( عبد العليم ) اهلا يا عبد العليم فاخذنا بعض بالاحضان , قلت له على ايش تضحك .... قال على ما دار بينك وبين سي السيد ... قلت ليه وين كنت من اول هنا ... في الطاوله اللي جنبك.....الا صحيح يا عبد العليم من هو سي السيد....قلي من هو؟؟؟ ( ياد حموا التمساحه ياله) .... طنشوها هذة خارجة على النص .
معلم ينادي واحد من صبيانه .....
اعذروني مدري يعني اش معنى التمساحة .... لكن ذكروني اسئل عبد العليم عنها بعدين ..... المهم جاوبني عبد العليم ....
اللي ايوووووه .... اسكت عارف ليش مشي زعلان سي السيد فقلت له ببرائه لا ده هو النجار اللي كتب المقال في القرنان ... فضحكنا من طرافه الموقف ....
وشكرا لكم ... وانتظروني مع المزيد والمفيد ان شاء اللله .......
ودمتم بخير ..............

منقووووووووووووووووووووووووووووووووول

[ولد القرية وافتخر]

اشكر ا موضوعك جيد

شاكر مرورك يا ولد القرية تحياتي