هذه قصيدة رائعة للكتور عبدالرحمن العشماوي بعنوان:مركب الأمل
أُسائل النفس ماهذا الأسى الخافـي
يُعذب القلب يؤذي طرفـي الغافـي
أسير في الدرب والآلام تصفعنـي
وكـل خاطـرة تسعـى لإيقـافـي
هذا محيط الأسى أمواجه عصفـت
تحيط قلبي من الشكوى بأصنـاف
وذلك الشاطيء المحبـوب ألمحـه
وفيـه آثـار أزهـار و اصـداف
وحولـه روضتـي الغنـاء باقيـةٌ
على الوفـاء لعاداتـي و أعرافـي
يا مركب الأمل الميمون سر قُدمـاً
من قبل أن تكسر الأمواج مجدافـي
سر بي إلى روضتي فالقلب في ظمأٍ
لعلني أرتوي من نبعهـا الصافـي
مللت يا مركب الآمال مـن ألمـي
مللت يا مركبي من طول تطوافـي
نظرت حولـي و احلامـي مغـردةٌ
والناس ما بيـن رحـال ٍ ووقـاف
وبيـن مُستأسـدٍ يسعـى لغايتـه
وبين مستسلـم ٍ يرنـو لإنصـاف
لا الراحلون إلى أحلامهم وصلـوا
ولا المقيمون عاشوا دون إرجـاف
ولا المريقون ماء الوجه ترضيـةً
نالوا الذي أمَّلوا من غير إسفـاف
أدركت أن حيـاة النـاس مختبـرٌ
فمـا تطيـب لهمـاز ٍ وحــلاف
يا مركب الأمل الميمـون أغنيتـي
مذعورة ُ اللحن تشكو طول إجحاف
سكبتها من فـؤاد جرحـه ُ يقـظٌ
ما زال يعبث في قلبـي بإسـراف
كم راحلٍ وفـؤادي مُلـكُ راحتـهِ
أشاح عني بوجهٍ غاضـبٍ جافـي
كأننـي عندمـا أهديتـه ثقـتـي
أهديـتُ باقـةَ أزهـارٍ لسـيّـاف
أشكـو إلـى الله آمـالا ً مُماطلـةً
وحسرة ً عكّرت احساسي الصافـي
أشكو إلـى الله، إيمانـاً بقدرتـهِ
هو المعينُ على بؤسي هو الكافـي