الحمد لله وصلاة وسلاما على عبد الله ورسوله محمد بن عبد الله وآله وبعد.
لما من الله جلا وعلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإستخلاف امير المؤمنين عمر بن عبد العزيز سنة99 هجرية اصطفى هذا الخليفة لنفسة عصبة من أهل العلم الفضلاء
فجعلهم اهل مجلسه وسمره واشترط عليهم ان لا ينال من عرض مسلم في مجلسه الكريم- هذا شرطه- وكان من اهل مجلسه رجل صالح من التابعين يقال له زيد بن اسلم واسلم هذا هو مولى جده عمر بن الخطاب رضي الله عنهم اجمعين فقال له عمر بن عبدالعزيز-في ليلة سمر وكان بينهما مدفئة وكانا خاليين- عظني يا زيد فقال له بعد إلحاح- ما هو زينا ينط على المكرفون ما يكود-فقال له زيدٌ يا امير المؤمنين -يعني نفسه- فقال له عمر ماله قال ما ينفعه إذا أدخل النار من دخل الجنة ولا يضره إذا دخل الجنة من دخل النارفقال صدقت ثم بكى عمر حتى اطفأ الجمر.
هكذا كانوا وهذه كانت طريقتهم رضي الله عنهم وأرضاهم في حقيقة معرفت ذواتهم وحقا لا ينفعك مدح المادح إذا كان الله يعلم من سريرتك غير ذالك ولا يضرك ذم الذام إذا كان الله يعلم من سريرتك غير ذالك فإن من الناس من يرضا بالعاجل ولا يستعد للآجل في يوم يحصل فيه ما في الصدور (إن الله لا ينضر إلى صوركم ولا إلى اجسامك ولكن ينضر إلى قلوبكم)الحديث او قريب من هذا المعنى وكان عمربن الخطاب رضي الله عنه يدعو بهذا الدعاء اللهم اجعل سريرتي خيرا من علا نيتي واجعل علانيتي صالحة .
فلنهتم انا وانتم بهذه السريرة التي نخفيها عن الناس ولا يحزنك إذا لم تمدح فكم من ممدوح كان سببا في انحرافه هذا المدح وكم من ناجح كان سبب نجاحه ذالك النقد ولا مانع من المدح إلا أنه قد ينفع وقد لا نيفع - والعجيب أنه لا ينفع إلا في من كان مادحه من الناس وذامه سواء عنده ولا يتاثر بهذا ولا بذاك نيته وعمله- وكذالك الذم قد ينفع وقد يضر ضررا شديداً وبعضهم يرى ان الممدوح الذي يأمن في حقه الافتتان فلا باس ان يمدح وهذا في امر الدين خاصة .
إخوتي الفضلاء نفعني الله وإياكم بما نسمع وما نقول وأصلحنا مصلح الصالحين فإنه ما أصالحهم إلا هو سبحانه وتعالى.
ملاحظة:
هذا الكلام ماهو على الإطلاق ففي بعض الاحيان يجب فيها شكر من يحسن وانتقاد وتصويب من يخطئ لكني قصدت في هذا الكلام من يحب ان يمدح في القليل والكثير ويطرب لذالك فإذا من اضاف إلى حب المدح سوء المقصد إزداد الطين بلة و ذهب الأجر وعاد وبال ذالك عليه .
بعض الإخوان يكتب أمام اسمي ياشيخ خضران وهذا عن إحسان ظن منه بي لكني اقول إن هذه اللفظة لم أكن من اهل العلم فأنستحقها ولا من اهل المال فنكتسبها ولا يبقى بعد هذا إلا حسن الظن بربنا والثقة فيما عنده سبحانه عز وجل.